اقتراح فرنسي بمقايضة جماجم المقاومين بالكاتب صنصال يثير غضب الجزائريين

أشعل برنامج إذاعي فرنسي موجة غضب واسعة في الجزائر بعد طرحه لفكرة وصفت بـ”الصادمة”، تتعلق بإمكانية مبادلة جماجم المقاومين الجزائريين المحفوظة في متحف الإنسان بباريس، مقابل الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر. واعتُبر هذا الطرح إهانة مباشرة لتاريخ المقاومة الجزائرية، واستفزازًا لمشاعر الجزائريين الذين يطالبون منذ سنوات باسترجاع رفات أبطالهم من فرنسا.
الجدل اندلع بعد تصريحات أدلت بها الصحفية الفرنسية اللبنانية ليا سلامة عبر إذاعة “فرانس أنتر”، طرحت خلالها ما وصف بـ”السيناريو الرمزي” لمبادلة الجماجم بالكاتب المسجون. هذه الفكرة، التي طُرحت في سياق النقاش حول اعتقال بوعلام صنصال، أثارت ردود فعل غاضبة داخل الجزائر وخارجها، لما فيها من استخفاف بتضحيات المقاومين الذين واجهوا الاستعمار الفرنسي.
وزير الاتصال الجزائري السابق عبد العزيز رحابي علق على المقترح بلهجة غاضبة، وكتب على منصة “إكس”: “صحفية تقترح استبدال تسعة آلاف جمجمة (لمقاومين) جزائريين في متحف الإنسان بباريس، مقابل الإفراج عن صنصال.. هذه فضيحة”. وأضاف أن مجرد طرح الفكرة يفضح بقايا العقلية الاستعمارية، ويقلل من قدسية ملف استرجاع الجماجم، الذي تعتبره الجزائر من أولوياتها الوطنية.
يُذكر أن عدد الجماجم الجزائرية المحفوظة في المتحف الفرنسي يُقدّر بحوالي 9 آلاف، من بينها رفات قادة وشهداء بارزين في مقاومة الاحتلال الفرنسي. أما الكاتب بوعلام صنصال، البالغ من العمر 80 عاماً، فقد صدر بحقه حكم ابتدائي بالسجن خمس سنوات منذ نوفمبر 2024، في انتظار موعد الاستئناف المحدد في 24 يونيو المقبل.