مليون ونصف حاج في مكة وموسم استثنائي

تدفّق أكثر من مليون ونصف مسلم إلى مكة المكرمة مع انطلاق أول أيام مناسك الحج الأربعاء، وسط درجات حرارة مرتفعة تجاوزت 42 درجة مئوية، وإجراءات مشددة فرضتها السلطات السعودية لمنع تكرار كارثة العام الماضي، التي راح ضحيتها أكثر من 1300 حاج غالبيتهم من غير الحاصلين على تصاريح رسمية. وقد أعلنت وزارة الحج عن قدوم هذا العدد من الحجاج من خارج المملكة، في ظل توقعات بوصول أكثر من مليون إلى مشعر منى بحلول نهاية اليوم.
وأطلقت الجهات المعنية هذا الموسم خطة موسعة لمواجهة موجات الحر الشديدة، شملت نشر آلاف العاملين الصحيين، وتوفير ممرات مشاة مبرّدة، وزيادة المساحات المظللة، إلى جانب تعزيز منظومة التبريد داخل الحرم المكي، والتي تُعد الأكبر في العالم. كما بدأت الحافلات في نقل الحجاج إلى مشعر منى، حيث استقبلهم المنظمون بالتمر والقهوة، في حين وصف كثير منهم التجربة بأنها روحانية واستثنائية رغم ظروف المناخ القاسية.
ومن الملاحظ التزام كبير من الحجاج هذا العام، إذ أشار مسؤولون ميدانيون إلى انخفاض نسبة التعرّض المباشر للشمس بفضل التوعية المسبقة. كما استعانت السلطات بتقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة لمراقبة الحشود وتحليل تحركاتهم لضمان الانسيابية والسلامة. ويؤدي الحجاج مناسك طواف القدوم مرتدين ملابس الإحرام البيضاء، تمهيدًا للتوجّه إلى عرفات، مع توقعات بتوافد المزيد من الحجاج خلال الساعات المقبلة.
وفي موازاة الاستعدادات الصحية واللوجستية، شددت السلطات قبضتها على الحج غير النظامي، عبر حملات تفتيش ورسائل نصية وتحذيرات على اللوحات الإعلانية كتب عليها “لا حج بلا تصريح”. ويواجه من يحاول أداء المناسك دون ترخيص غرامات كبيرة ومنع دخول المملكة لعشر سنوات، في محاولة لردع المخالفات التي تسببت سابقًا في خسائر بشرية جسيمة، وتفادي تكرار مآسي المواسم الماضية.