الأردن والعراق ـ علاقة تاريخية أكبر من مباراة كرة قدم

بقلم . الدكتور محمد نصرالله فرج

رغم أن مباراة كرة القدم قد تشعل المشاعر وتلهب المدرجات، إلا أن العلاقة بين الأردن والعراق أعمق بكثير من مجرد تسعين دقيقة في الملعب، هي علاقة تاريخية متجذرة، بنيت عبر عقود من الأخوة والمحبة والتواصل بين الشعبين، وامتدت لتشمل العمل العربي المشترك والرؤية الاستراتيجية الموحدة.

لطالما حرص الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، على أن تكون علاقاته مع الأشقاء العرب قائمة على أسس الأخوة والتضامن، مبتعدا عن منطق الانقسام والفتنة، وفي المقابل، كان العراق ولا زال يعتبر الأردن شريكًا استراتيجيًا مهمًا، يجمعهما هدف مشترك، الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، ودعم القضايا العربية الكبرى.

اليوم، وفي ظل بعض أصوات النشاز، سواء في الأردن أو العراق، التي تحاول بث الفتنة أو التحريض عبر منصات التواصل أو وسائل الإعلام، فإن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لمحاسبة هؤلاء وردعهم، ليكونوا عبرة لكل من يحاول المساس بعمق هذه العلاقة الأخوية.

العالم اليوم يعيش واقعًا صعبًا في كل مكان، ومع تصاعد الأزمات والتحديات، يصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى إسكات هذه الأصوات العابثة ومحاسبتها بصرامة، ليعلم الجميع أننا شعب واحد، يجمعنا مصير مشترك، لا بين الأردن والعراق فقط، بل بين جميع الدول العربية، لأن وحدتنا هي قوتنا، وأخوتنا هي جدار الصمود الأول في وجه كل محاولات التفريق والإضعاف.

ويوم الثلاثاء المقبل، ستنطلق من أرض الأردن احتفالية خاصة يشارك فيها أبناء الوطن بأصواتهم ومشاعرهم، يغنون للعراق الحبيب، ويوصلون رسالة محبة ووفاء من الأردنيين إلى أشقائهم في العراق. سيعلو صوت الأردن من قلبه النابض ليصل بغداد، مؤكداً أن العلاقة بين الشعبين أكبر بكثير من كرة القدم، فهي رابطة تاريخية وشعبية لا تهزّها محاولات التحريض ولا تُضعفها الأصوات العابثة.

عاش الشعب العربي صفًا واحدًا، من عِرَاقِهِ إلى أُردُنِّهِ وشَامِهِ وقُدسِهِ، ومِن خَليجِهِ إلى مَغربِهِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى