الفكاهة وروح الدعابة الأردنيةتتضح في الحرب

كتبت : يسرى ابو عنيز
يُخطئ من يقول أن الشعب الأردني شعب يُحب النكد و”لا يضحك للرغيف السخن” كما يقولون،حيث أثبتت الحرب الدائرة بين إيران ودولة الإحتلال الإسرائيلي عكس ذلك.
وتجلى هذا الأمر في إطلاق الكثير من التعليقات ،والنكات حول الضربات الصاروخية بين الطرفين،وكذلك التندر على التصريحات ،والمواقف للكثير من المسؤولين في إيران والولايات المتحدة الأمريكية ،والكيان الإسرائيلي.
كما تجلت روح الدعابة عند الكثير من المواطنين في المملكة من خلال مراقبة إطلاق الصواريخ والمسيرات ومنهم من يقول أنه يُريد أن يصنع الشاي والقهوة على هذه الصواريخ،ومنهم من يريد أن يشعل سيجارته من الصاروخ الذي سقط مشتعلا،وهناك من يهرع لمكان سقوط الصواريخ أو أي جزء منها ليتفحصها لبيعها كقطع خردة كنوع من الدعابة والسخرية.
ونلاحظ أنه وفي حال إطلاق صافرات الإنذار فإن الكثير من المواطنين ينطلقون إلى المناطق المفتوحة عكس ما تدعو بيانات مديرية الأمن العام ،والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ،لقضاء اطول فترة ممكنة تحت ضوء القمر غير آبهين بمرور الصورايخ وأصوات الإنفحارات التي بات بعضهم ينتظر إطلاقها في كل يوم.
ويتداول المواطن الأردني النكات والتندر إما بطريقه وجاهية مباشرة ،أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ،من خلال كتابتها،ومن خلال رسوم الكاريكاتير ،والدوبلاج ،وتركيب الصور والتعليقات ،وغيرها من الطرق.
وغالباً ما يتم اللجوء في المملكة لإطلاق التندر والنكات في وقت الأزمات ،وأثناء الحروب في المناطق المحيطة بالأردن،وذلك بهدف التخفيف من حدة التوتر لدى المواطن ،وكذلك لتعكس القدرة على التكيّف مع الظروف والقضايا المحيطة.
هذه السخرية والنكات الموجودة لدى المواطن الأردني قد تكون أحياناً للتعبير عن آرائهم ،ولرفضهم للأوضاع السياسية أو الاقتصادية الموجودة ،وما يجري الآن من إطلاق للنكات هو تعبير واضح للرأي لدى شريحة واسعة من الأردنيين.
وروح الدعابة هذه لدى المواطن الأردني ،وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية لها الكثير من المدلولات مثل زيادة التماسك الاجتماعي ،وبث روح الدعابة بين المواطنين ،والتخفيف من حدة التوتر خاصه لدى الأطفال الذين أصبحوا يعانون من التوتر والخوف عند سماع دوي الصواريخ وإطلاق صفارات الإنذار .
ومن هنا فإن روح الدعابة والفكاهة والمرح تجلت لدى المواطن الأردني في هذه الحرب ليثبت أننا نميل للمرح حتى وإن وجدت الكشرة لدينا والتي يعتبرها بعضاً من أبناء المملكة جزء من شخصيته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى