ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل في اليوم السادس للحرب… وترامب يدعو لاستسلام غير مشروط

تتواصل الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل لليوم السادس على التوالي، حيث شنّ الطرفان فجر الأربعاء ضربات صاروخية جديدة، في ظل تصاعد خطير للأوضاع، وسط دعوات دولية للتهدئة وتحذيرات من اتساع رقعة النزاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت وابلين من الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء، ما أسفر عن سماع دوي انفجارات في سماء تل أبيب. في المقابل، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن انفجارات عنيفة سُجلت في العاصمة طهران ومدينة كرج غربي البلاد، نتيجة قصف إسرائيلي طال منشآت عسكرية.
وطلبت إسرائيل من سكان منطقة طهران إخلاءها مؤقتًا تحضيرًا لهجمات جوية إضافية تستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية، بينما أكدت مصادر أمنية إيرانية وقوع أضرار واسعة في منشآت استراتيجية، إضافة إلى وقوع ضحايا مدنيين.
من جهته، صعّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من لهجته تجاه إيران، وكتب على منصته “تروث سوشيال”: “صبرنا ينفد”، داعيًا إيران إلى “استسلام غير مشروط”. وأضاف أن موقع المرشد الإيراني علي خامنئي معروف، لكن “لن نقضي عليه في الوقت الراهن”.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وناقشا سير العمليات، فيما اجتمع ترامب لاحقًا مع مجلس الأمن القومي الأميركي دون صدور بيان رسمي بنتائج الاجتماع. في غضون ذلك، كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن أرسلت تعزيزات جوية إلى المنطقة، مشيرين إلى أن التدخل الأميركي لا يزال دفاعيًا فقط حتى الآن.
في الداخل الإيراني، أفادت مصادر بأن مقتل مستشارين عسكريين مقربين من خامنئي في غارات إسرائيلية أضعف الدائرة الاستراتيجية للنظام الإيراني، وزاد من خطر اتخاذ قرارات خاطئة في ظل تصاعد الفوضى. وذكرت وكالة “فارس” أن القيادة الإيرانية منعت استخدام الهواتف المحمولة لمنع تسريبات، في وقت تواجه فيه البلاد هجومًا إلكترونيًا واسع النطاق نفذته إسرائيل ضد البنية التحتية الرقمية.
وقد أعلنت إسرائيل أنها تسيطر حاليًا على المجال الجوي الإيراني، وتعتزم تصعيد الهجمات، رغم التحديات التي تواجهها في ضرب المنشآت النووية العميقة مثل فوردو دون دعم أميركي مباشر.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء إنها رصدت أضرارًا مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض بمنشأة نطنز، مؤكدة للمرة الأولى منذ نحو 20 عامًا أن إيران تنتهك التزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية.
ووفق ما أعلنته إيران، فقد قُتل 224 شخصًا على الأقل معظمهم من المدنيين في الضربات الإسرائيلية، فيما أعلنت إسرائيل عن مقتل 24 شخصًا في الهجمات الإيرانية.
وأدت التطورات إلى حالة تأهب في الأسواق العالمية، خصوصًا بعد استهداف مواقع استراتيجية مثل حقل بارس الجنوبي، أكبر حقل غاز في العالم، ما ينذر بتأثيرات خطيرة على أسعار الطاقة والاقتصاد العالمي.
ومع دخول الحرب يومها السادس، تبدو احتمالات التهدئة ضعيفة، في ظل التصعيد المستمر وتضارب المواقف الدولية بين الدبلوماسية والتهديد باستخدام القوة.