تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران وتحركات دولية لاحتواء الأزمة

دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران أسبوعها الثاني، وسط تزايد عدد الضحايا وتوسع نطاق العمليات العسكرية، في وقت يسعى فيه مسؤولون أوروبيون ودوليون إلى احتواء التصعيد. وتزامنًا مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن قرار التدخل العسكري الأميركي سيُتخذ خلال أسبوعين، دعت عواصم أوروبية طهران إلى العودة لطاولة المفاوضات. وتُعد هذه المواجهة الأخطر في المنطقة منذ سنوات، إذ تنذر بانفجار إقليمي واسع.
بدأت إسرائيل هجومها العسكري على إيران في 13 حزيران 2025، مدعية أن الهدف هو وقف طموحات طهران النووية، فيما ردّت إيران بإطلاق صواريخ ومسيرات على مواقع إسرائيلية، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي. ووفق تقارير حقوقية، قُتل 639 شخصًا في إيران، بينهم علماء ومسؤولون عسكريون بارزون، بينما أعلنت إسرائيل عن مقتل 20 مدنيًا في هجمات إيرانية، دون تأكيد رسمي مستقل لحصيلة الضحايا من الجانبين.
تواصل إسرائيل ضرب المنشآت النووية ومصانع الصواريخ في إيران، وتسعى، بحسب مصادر غربية، إلى تقويض النظام الإيراني، وهو ما لم تنفه تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال إن إسقاط النظام “قد تكون نتيجة” لكنها “مرهونة بإرادة الشعب الإيراني”. من جانبها، اتهمت إسرائيل طهران باستخدام ذخائر عنقودية لاستهداف المدنيين، فيما التزمت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة الصمت تجاه هذه الاتهامات.
في سياق التحركات الدبلوماسية، يجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مع نظيرهم الإيراني في جنيف، في محاولة لاحتواء الأزمة. وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن الوقت قد حان “لمنع انفجار إقليمي لن يُفيد أحدًا”. في المقابل، أدان الرئيسان الروسي والصيني الهجوم الإسرائيلي، فيما لا يزال الموقف الأميركي غامضًا مع استمرار ترامب في دراسة خيارات عسكرية محتملة، بينها قصف المنشآت النووية الإيرانية بقنابل خارقة للتحصينات.