واشنطن: الهجوم ألحق أضرارًا بمنشأة فوردو دون تدميرها بالكامل… وتضارب في التقديرات حول قدرات إيران النووية

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي رفيع، اليوم الأحد، أن الضربة الجوية الأميركية التي استهدفت منشأة فوردو النووية الإيرانية ألحقَت “أضرارًا ملموسة بالموقع”، لكنها لم تدمره بالكامل، في تناقض مباشر مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن سابقًا أن “المنشآت النووية الرئيسية لإيران دُمرت بالكامل”.
وفي السياق ذاته، أفاد الجيش الإسرائيلي أن تقييم الأضرار لا يزال جارياً، مشيرًا إلى أن إيران ما تزال تملك أهدافًا عسكرية قائمة، وأن العمليات العسكرية مستمرة ضمن خطة الحرب المعتمدة.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني قوله إن “معظم اليورانيوم المخصب في منشأة فوردو تم نقله إلى موقع سري قبل الضربة”، مؤكداً تقليص عدد العاملين هناك إلى الحد الأدنى. إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دوفرين، صرّح أن “من السابق لأوانه تأكيد صحة هذه الادعاءات”.
في مؤتمر صحفي بالبنتاغون، أوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال دان كين، أن المنشآت النووية الإيرانية تعرضت لأضرار كبيرة، لكنه شدد على أن من المبكر الجزم بمدى تأثر القدرات النووية الإيرانية. وكشف كين أن العملية العسكرية شاركت فيها سبع قاذفات شبح من طراز B-2 أقلعت من الولايات المتحدة في رحلة استمرت 18 ساعة دون توقف، إلى جانب 15 طائرة عسكرية أخرى، منها مقاتلات، وطائرات استطلاع، وطائرات تزويد بالوقود، إضافة إلى غواصة أطلقت 24 صاروخ توماهوك استهدفت منشآت في أصفهان.
صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركتا “بلانيت لابز” و”ماكسمار تكنولوجيز” أظهرت آثار دمار واضحة في مداخل منشأة فوردو الجبلية، مع تغيرات في تضاريس الجبل، يُعتقد أنها ناتجة عن ضربات مباشرة أدت إلى انهيارات أرضية وشقوق في الصخور.
رغم كل ذلك، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي مستويات إشعاع غير طبيعية، مشيرة إلى أن المواد المستهدفة كانت تضم يورانيوم منخفض التخصيب أو طبيعيًا، ولم تشمل مواد عالية الخطورة.
وأوضح مصدر أميركي أن قاذفات B-2 استخدمت قنابل خارقة للتحصينات صُممت خصيصًا لضرب المنشآت العميقة تحت الأرض، مثل فوردو.
وكان الرئيس ترامب قد حذّر في تصريحاته الأخيرة من أن “أي رد إيراني على الهجوم سيقابل بقوة أكبر مما رأيناه الليلة”.
المصادر: نيويورك تايمز، رويترز، هآرتس، الوكالة الدولية للطاقة الذرية.