قمة تاريخية للناتو تنطلق في لاهاي وسط تصعيد عالمي ووعود بزيادة الإنفاق الدفاعي
انطلقت صباح اليوم الأربعاء في مدينة لاهاي الهولندية أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بمشاركة 45 من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والدفاع من الدول الأعضاء، إلى جانب آلاف المندوبين والصحفيين الدوليين. وتُعقد القمة لأول مرة في هولندا منذ تأسيس الحلف عام 1949، وسط أجواء دولية مشحونة نتيجة استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وتنامي التحديات الأمنية العالمية.
الأمين العام للحلف مارك روته وصف القمة بـ”اللحظة المفصلية”، مؤكداً أن الحلفاء سيعتمدون معيارًا جديدًا للإنفاق الدفاعي بنسبة 5% من الناتج المحلي، في خطوة تاريخية تهدف إلى مضاعفة القدرات الدفاعية. وأعلن أن الخطة تتضمن تعزيز أنظمة الدفاع الجوي، وتوسيع المخزونات العسكرية، وشراء آلاف الآليات والدبابات، مع التركيز على تسريع الإنتاج الصناعي الدفاعي.
ويتصدر جدول الأعمال ملف الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، حيث أعلنت دول أوروبا وكندا التزامها بتقديم أكثر من 35 مليار يورو كمساعدات أمنية لكييف خلال عام 2025. كما تشمل القمة مناقشة توسيع الشراكات مع الدول الآسيوية، وتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، إلى جانب إطلاق منتدى الناتو العام لمناقشة التحديات مع صناع القرار والخبراء.
وتشارك الولايات المتحدة بوفد رفيع يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا مجددًا الحلفاء إلى الالتزام بمعيار الـ5% من الناتج المحلي في الإنفاق الدفاعي. وتُعد قمة لاهاي من أكبر الفعاليات التي تستضيفها هولندا منذ عقود، وسط إجراءات أمنية مشددة وتركيز غير مسبوق على رسم ملامح استراتيجية الناتو في ظل التهديدات الروسية المتصاعدة ودعمها من دول كإيران وكوريا الشمالية.
