اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ وسط تصعيد إيراني مفاجئ
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش، بعد 12 يوماً من أعنف مواجهة مباشرة بين الطرفين، وسط وساطة أميركية قادها الرئيس دونالد ترامب. إلا أن الساعات الأخيرة قبل بدء سريان الاتفاق شهدت تصعيداً مفاجئاً، حيث أطلقت إيران خمس موجات صاروخية على مناطق إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في مدينة بئر السبع، وفقاً لخدمة الطوارئ الإسرائيلية، في أول حصيلة قتلى منذ إعلان ترامب عن الاتفاق.
الجيش الإسرائيلي أعلن رصد إطلاق صواريخ جديدة من الأراضي الإيرانية، وأطلق سلسلة من التحذيرات للسكان بالتوجه إلى الملاجئ، مشيراً إلى أن منظومات الدفاع الجوي تحاول اعتراض الهجمات المتتالية. وأكد في بيان رسمي أن صفارات الإنذار دوّت في مناطق واسعة من البلاد، بينما تواصل إطلاق الصواريخ حتى اللحظات الأخيرة قبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر عن تفاؤله بنجاح وقف إطلاق النار، مؤكداً في تصريح لشبكة “إن.بي.سي نيوز” أن الاتفاق قد يكون دائماً، مضيفاً أن كلا الطرفين تعهد بعدم المبادرة بالهجوم ما لم يخرق الطرف الآخر الاتفاق. ويأتي هذا بعد تصعيد خطير بدأته إسرائيل فجر 13 حزيران، عندما شنت هجوماً واسعاً على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، ما أدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، وردّت عليه طهران بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.
الحرب التي اندلعت بين الجانبين خلّفت أكثر من 400 قتيل في إيران، معظمهم من المدنيين، و3056 جريحاً، وفق أرقام رسمية إيرانية، فيما أدت الهجمات الإيرانية إلى مقتل 25 شخصاً في إسرائيل. وشهدت الأيام الأخيرة من التصعيد تدخلاً أميركياً مباشراً، إذ استهدفت القوات الأميركية مواقع نووية إيرانية من بينها منشأة فوردو، قبل أن ترد طهران بضرب قاعدة العديد في قطر. ورغم التصعيد المتبادل، فإن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يمنح المنطقة فرصة لالتقاط أنفاسها، وسط ترقب لمآلات التوتر المستمر.
