ما هي دلالة تناول الميثانول في الكحول المغشوش في مجتمعنا؟

كتبت: يسرى ابو عنيز

منذ يوم الجمعة الماضي ونحن نعيش في حالة من التكهن تارة ،والترقب تارة أخرى ،وذهبنا بأفكارنا في كل إتجاه بعد أن تم إسعاف عدد من الأشخاص في محافظة الزرقاء إلى المستشفى ،ثم وفاة 3 أشخاص منهم في نفس الوقت،ثم ارتفع عدد الوفيات إلى 4 أشخاص،حيث لم يظهر عليهم أية أثار جرمية،كما لا يوجد لهم سيرة مرضية ،الأمر الذي أثار الشكوك لدى الجهات المعنية ،حتى ظهرت الحقيقة المرة.
نعم ظهرت النتيجة بعد أن تم أخذ العينات من الجهات ذات العلاقة،وظهور نتائجها كانت الحقيقة المُرعبة ،بل كانت النتيجة التي لم نتوقعها حيث كانت الوفيات ناتجة عن التسمم الناجم عن تناول مادة الميثانول المغشوش في الكحول.
هذا الأمر أوجد حالة من الغضب في الشارع الأردني،كذلك تحركت الجهات المعنية للوقوف على حيثيات الحادثة ،وأسبابها،غير أن عدد الوفيات أخذ بالإرتفاع منذ ثلاثة أيام ،وكذلك عدد المصابين نتيجة لتناول الكحول المغشوش الذي يحتوي على هذه المادة.
إتهامات كثيرة تم توجيهها للشركات المُصنعة للكحول،مما أوجد حالة من الغضب،والخوف في الشارع الأردني من إرتفاع عدد الوفيات ،والحالات نتيجة لتناول هذه المادة السامة،الأمر الذي دفع بالجهات المعنية التحرك في كافة الاتجاهات للوقوف على حيثيات الموضوع ،وكذلك لمنع وقوع وفيات أو إصابات جديدة بين المواطنين.
من جهة أخرى فقد تعالت أصوات المواطن الأردني حيث كانت هناك أصوات،ومطالب شعبية في الشارع الأردني بضرورة أن يكون هناك إغلاقاً إحترازيًا مؤقت لمحال بيع الخمور وذلك بعد إرتفاع حالات وفيات التسمم بالكحول الميثيلي.
وبعد إرتفاع عدد الوفيات ،والإصابات على خلفية تناول مادة الميثانول اليوم أصدرت المؤسسة العامة للغذاء والدواء بياناً أوضحت أن منشآت بيع المشروبات الكحولية تخضع لرقابة المؤسسة من الجانب الرقابي والفني ،حيث تُعنى بالتأكد من سلامة، ومأمونية هذه المشروبات مع التأكيد على تأثيرها السلبي على أجهزة الجسم و المشاكل الصحية الناتجة عنها مثل أمراض الكبد والقلب والسرطان.
وعودة لمادة الميثانول التي أودت بحياة عدد من الأشخاص،وإصابة العشرات منهم،ولا زالت ،فهي من أنواع الكحول الرخيص،وهو أيضاً سم قاتل،وهو لا لون ولا رائحه له .
هذا السم القاتل الذي أودى بحياة عدد من المواطنين الذين تناولوه فكان السبب في هلاكهم،رغم معرفتهم المسبقة أنه من المحرمات،حتى ولو أنهم لم يعلموا بأنه مغشوش،لذا فإن المطلوب إيقاع أشد العقوبات على المتسببين بهذه الجريمة النكراء التي فاقت جريمة من تناول هذه المادة المغشوشة،
وهنا نقول بإن هذه الجريمة لا يُمكن غفرانها مع تحفظنا الشديد على موضوع تناول الكحول سواء كانت مغشوشة ام لأ.
وهنا لا نُريد توجيه الإتهامات لأحد،ولا حتى للأشخاص الذين تناولوا هذه المادة المغشوشة ،لكن هذا الأمر يفتح باب النقاش والحوار حول دلالة تناول الميثانول المغشوش الذي أودى بحياة عدد من المواطنين وإصابة عدد منهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى