مؤشر أسعار الغذاء العالمي يواصل الارتفاع في حزيران وسط ضغوط على المستهلك العربي

سجّل مؤشر أسعار الغذاء العالمي الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ارتفاعاً للشهر الثاني على التوالي، ليصل إلى 128 نقطة خلال شهر حزيران، مدفوعاً بزيادة أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان، رغم الانخفاض الطفيف في أسعار الحبوب والسكر. ويعكس هذا الارتفاع استمرار الضغوط التضخمية العالمية، لا سيما في الدول التي تعتمد على الاستيراد، مثل بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أبرز التغيّرات تمثّلت في قفزة أسعار اللحوم إلى مستوى قياسي بلغ 126 نقطة، خاصة اللحوم الحمراء، بسبب انخفاض الصادرات من البرازيل وزيادة الطلب الأميركي. كما ارتفعت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 2.3 بالمئة، مدفوعة بزيادة أسعار زيت النخيل والصويا والكانولا، في وقت تعتمد فيه الدول العربية بشكل كبير على هذه الزيوت في الاستهلاك اليومي والصناعة.
وفي المقابل، شهدت أسعار الذرة تراجعاً للشهر الثاني نتيجة وفرة الإمدادات من البرازيل والأرجنتين، مما خفف الضغط قليلاً على بعض القطاعات الغذائية والعلفية في الدول المستوردة. كما انخفضت أسعار السكر بنسبة 5.2 بالمئة إلى أدنى مستوى منذ نيسان 2021، وهو ما يُعد خبرًا إيجابيًا نسبيًا للمستهلكين في دول مثل المغرب ومصر.
ورغم توقعات الفاو بوفرة الإنتاج العالمي من الحبوب، إلا أن الأسواق لا تزال متأثرة بتقلبات الطقس والتوترات الجيوسياسية وتكاليف الطاقة، ما يجعل التأثير على الأسواق العربية محدوداً. فالاعتماد الكبير على الاستيراد، وارتفاع تكاليف الشحن، وضعف العملات المحلية في بعض الدول، كلها عوامل تُبقي الضغط على المستهلك العربي قائماً.