تعليق إمدادات أسلحة إلى أوكرانيا يثير جدلاً حول أولويات واشنطن العسكرية

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن الإدارة الأمريكية علّقت توريد عدد من أنظمة الأسلحة الحيوية إلى أوكرانيا، من أجل تعزيز القدرات الدفاعية الإسرائيلية، وسط ضغوط ناجمة عن محدودية الموارد العسكرية. وبحسب الكاتب جيسون ويليك، فإن هذا التحول في الدعم العسكري يعكس واقعًا جديدًا تعيشه واشنطن، حيث تتجاوز التزاماتها الدفاعية إمكانياتها الفعلية.

ويعتبر ويليك أن قرارات ترامب الأخيرة، رغم ما تبدو عليه من تناقض، تكشف توجهاً واحداً يتمثل في الميل نحو خوض صراعات قصيرة المدى يمكن حسمها بسرعة، مثل النزاع بين إسرائيل وإيران، وتجنب الانخراط في حروب طويلة وغير مضمونة النتائج، كالصراع بين كييف وموسكو. ويرى أن التعليق المؤقت لتوريد صواريخ “باتريوت” وذخائر GMLRS و”هيلفاير” يأتي على خلفية استخدامها مؤخراً لحماية إسرائيل وقواعد أمريكية في الشرق الأوسط.

ويرجح الصحفي أن تكون إسرائيل المستفيد الأكبر من هذا التوزيع الجديد للقوة العسكرية الأمريكية، ما يضعف موقف أوكرانيا على جبهات القتال ضد روسيا. كما يلفت إلى أن واشنطن، في ظل الموارد المحدودة، باتت مضطرة لاختيار أولوياتها الدفاعية، وهو ما قد يفرض إعادة النظر في طبيعة تدخلاتها العسكرية الخارجية.

في المقابل، حاول ترامب التخفيف من حدة الانتقادات، بإعلانه استمرار تقديم الدعم لكييف، وإن بشكل مدروس يراعي احتياجات الولايات المتحدة ذاتها. غير أن تصريحات الرئيس الأمريكي لم تمنع تنامي الجدل في الأوساط السياسية والعسكرية، خاصة مع تكشف تفاصيل تقليص المساعدات، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام واشنطن باستراتيجياتها المعلنة تجاه حلفائها في أوروبا الشرقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى