فرق لمنع التصوير في الأعراس بالجزائر: حماية للخصوصية أم تقييد للحرية؟”

انتشرت مؤخرًا في الجزائر ظاهرة جديدة تمثّلت في الاستعانة بفرق خاصة من الشباب والفتيات لمنع التصوير خلال الأعراس والمناسبات العائلية، في محاولة للحد من تسريب الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه الخطوة استجابة لمخاوف متزايدة لدى العائلات الجزائرية من انتهاك الخصوصية، خاصة في ظل الانتشار الواسع لمواقع مثل “تيك توك” و”إنستغرام”.

وبحسب ما أفادت به مصورة الأعراس مروى بوشيبة، فإن تسريب محتوى الأعراس دون إذن العائلات تسبب لها ولغيرها من منظّمي الحفلات في الكثير من المتاعب. وأوضحت أن بعض العائلات المحافظة تلجأ إلى الاستعانة بها لتوفير أفراد يمنعون التصوير تمامًا أثناء الحفل، في محاولة لحماية صورة العروس والعائلة من التداول غير المصرّح به على الإنترنت.

وتُظهر التجربة أن بعض الضيوف يرفضون هذا النوع من الإجراءات، ما يخلق أحيانًا توتّرا داخل الحفل، إلا أن الأهل يفضلون اتخاذ هذه الخطوة الوقائية لتفادي سيناريوهات مؤلمة سبق أن عاشتها أسر جزائرية، منها تحوّل صور العرائس إلى “ميمز” ساخرة أو محتوى ترفيهي دون علم أو رضا المعنيين. كما يُلاحظ أن هناك وعيًا متزايدًا لدى المجتمع بضرورة احترام الخصوصية في مثل هذه المناسبات.

من جانبه، يرى الخبير الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي أن العادات والتقاليد الجزائرية تُولي أهمية كبيرة للخصوصية، وخاصة في المناسبات العائلية كالأعراس. وأشار إلى أن تكليف فرق لمنع التصوير يُعد حلًا مقبولًا في مجتمع يتمسّك ببعض الخطوط الحمراء، لاسيما وأن انتهاك خصوصية العائلة عبر مقاطع مصورة قد يؤدي إلى أزمات زوجية أو أسرية في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى