هدوء حذر في السويداء بعد انسحاب المسلحين وتوقف عمليات تبادل المحتجزين

شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا، أمس الأحد، حالة من “الهدوء الحذر” بعد أيام من التوتر والاشتباكات الدامية بين عشائر البدو والمكونات المحلية في المدينة، والتي أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين. وأعلنت الحكومة السورية انسحاب المسلحين التابعين لعشائر البدو من داخل المدينة، بينما لم تُسجّل أي عمليات تبادل للمحتجزين حتى الآن، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وأكد وزير الداخلية السوري أنس خطاب، أن قوى الأمن الداخلي نجحت في استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من المنطقة الشمالية والغربية للمدينة، وفرضت وقفًا لإطلاق النار، ما أتاح بدء خطوات لاحتواء التوتر تمهيدًا لإجراء عملية تبادل الأسرى بين الطرفين المتنازعين. ونشرت “سانا” صورًا تظهر انتشار قوات الأمن في محيط المدينة، حيث تم إغلاق بعض الطرق الحيوية لمنع أي تجدد للمواجهات.
في السياق ذاته، أوضح محافظ السويداء مصطفى البكور أن الأوضاع الإنسانية في المحافظة تدهورت بشكل كبير نتيجة المعارك، مشيرًا إلى أن حالة الفوضى الأمنية تعيق وصول المنظمات الدولية إلى المنطقة. وأشار البكور إلى أن الأولوية حاليًا هي فرض الأمن وتثبيت وقف إطلاق النار، لإفساح المجال أمام جهود الإغاثة والمصالحة.
وتواصل لجان المصالحة المحلية جهودها لإتمام عملية تبادل المحتجزين بين الطرفين، في وقت يحذر فيه الأهالي من احتمال تجدد التوتر إذا لم تُحل القضايا العالقة سريعًا. وبينما لا تزال الحكومة تؤكد سعيها لاستعادة الاستقرار، تسود أوساط السكان مخاوف من عودة الاشتباكات في حال تعثرت المفاوضات مجددًا.