مهرجان جرش: بين بهجة الفنون ووجع غزه

ختام جباره
مع انطلاق فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته السنوية التاسعه والثلاثون تصاعدت الأصوات الغاضبة في الشارع الأردني والعربي، مشيرة إلى مفارقة موجعة بين أجواء الاحتفال والموسيقى، وما تعانيه غزة .
يرى كثيرون أن إقامة مهرجانات غنائية واحتفالات صاخبة في دول الجوار، ومنها الأردن، تمثل انفصالاً عن المشاعر العامة وعدم احترام لدماء الشهداء وآلام الضحايا.
ورغم إدراك أهمية مهرجان جرش كفعالية ثقافية وسياحية تسهم في دعم الحركة الفنية وتشجيع الإبداع المحلي والعربي، فإن التوقيت هذا العام مثّل تحديًا أخلاقيًا حقيقيًا.
المعارضون لإقامة المهرجان عبّروا عن موقفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبين بتأجيل الفعاليات أو على الأقل تعديل طبيعتها لتكون أكثر انسجامًا مع الحالة العامة. واقترح بعضهم تحويل المهرجان إلى منصة لدعم غزة، من خلال تخصيص فعاليات للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وجمع التبرعات، أو حتى الاكتفاء بالأمسيات الشعرية والثقافية الهادئة التي تعكس روح المرحلة.
في المقابل، دافع القائمون على المهرجان عن استمراره باعتباره رسالة ثقافية تتحدى العنف بالكلمة والفن، مؤكدين أن الفعاليات تحمل في طياتها الدعم للقضية الفلسطينية، سواء من خلال محتوى الأغاني أو كلمات الفنانين المشاركين.
موقف الأردن من غزة موقف أصيل وثابت، يجمع بين البعد السياسي، والواجب الإنساني، والانتماء القومي والديني. وبينما تتزايد معاناة القطاع يواصل الأردن القيام بدور ريادي في دعم الأشقاء، وتأكيد أن فلسطين وغزة ليستا وحدهما.
لكن تبقى الإشكالية قائمة ربما لا يتعلق الجدل بالمهرجان نفسه، بل بالسياق الإنساني العام، وبحاجة الشعوب للشعور بأنهم جسد واحد، يتألمون معًا، ويفرحون معًا، في الوقت المناسب..