الرقمنة والتحول الرقمي في تسويق السياحة وإدارة الوجهات السياحية” ورشة عمل متخصصة في الجامعة الهاشمية

رعى الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية ورشة العمل المتخصصة التي نظمتها كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث بعنوان “الرقمنة والتحول الرقمي في تسويق السياحة وإدارة الوجهات السياحية”، شارك فيها مجموعة من الأكاديميين والخبراء والمتخصصين، ناقشوا خلالها سبل توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة القطاع السياحي، وتعزيز الهوية الوطنية والاقتصاد المحلي، مؤكدين أهمية تكامل التعليم والسياحة والتكنولوجيا لبناء منظومة سياحية رقمية رائدة.
وألقت الشريفة نوفه بنت ناصر رئيسة جمعية أصدقاء الآثار، كلمة أكدت فيها أن الرقمنة والتحول الرقمي أصبحا ضرورة ملحّة، تفرضها تطورات العصر وسلوكيات السائح المعاصر، كما شدّدت على أهمية الاستمرار في تنظيم المؤتمرات والندوات المتخصصة التي تُسهم في الارتقاء بالقطاع السياحي في الأردن، ومواكبة التطورات التي تدفع بهذا القطاع الحيوي نحو آفاق أرحب.
كما أعربت عن دعم الجمعية للمبادرات التي تسعى إلى تطوير السياحة وتعزيز دورها في دعم الاقتصاد الوطني، والحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية، داعيةً إلى الخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تُسهم في دفع عجلة الابتكار والتميز في مجال السياحة الرقمية، بما يليق بمكانة الأردن وإرثه الحضاري.
وأكد الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية في كلمته، على أهمية القطاع السياحي بوصفه صناعة معرفية واقتصادية متطورة، تتطلب توظيف أحدث أدوات التحول الرقمي في تسويق الوجهات السياحية وإدارتها بكفاءة، خصوصًا في ظل اعتماد السياح المتزايد على المنصات الرقمية والتقنيات الذكية.
وأضاف أن الأردن، بما يملكه من إرث حضاري وثقافي وتنوّع طبيعي، مؤهل ليكون في صدارة الوجهات السياحية عالميًا، ما يستوجب استثمار أدوات الرقمنة الذكية لتحقيق هذا الطموح من خلال تبنّي أساليب ترويجية متقدمة وتجارب رقمية جاذبة، مؤكدًا على حرص الجامعة الهاشمية على دمج الرقمنة والتقنيات الحديثة في مختلف التخصصات ومن بينها السياحة وإيمانها العميق بدورها في إعداد الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على التعامل مع تحديات العصر الرقمي.
وشدد الدكتور الحياري على أن تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي يتطلب مقاربة تشاركية بين القطاعات المختلفة، داعيًا إلى إنشاء إطار تنظيمي يُعزز الابتكار، ويُوظّف الذكاء الاصطناعي في مجالات السياحة والتراث والآثار، نظرًا لارتباطها الوثيق بالهوية الوطنية والإرث الحضاري.
من جانبه أوضح الأستاذ الدكتور نايف حداد عميد كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث، أن هذه الورشة تُعدّ الرابعة والختامية ضمن سلسلة ورش علمية متخصصة عقدتها الكلية خلال الأشهر الماضية، تناولت تحولات التراث الرقمي في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تمهّد لانطلاق المؤتمر الدولي المرتقب عام 2026، الذي سيُعقد تحت عنوان: “التراث الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي: من المحتوى إلى التواصل”، في تجسيد لرؤية الجامعة الهاشمية في توظيف الأدوات الرقمية الحديثة لخدمة التراث وتطوير السياحة وتعزيز دور المتاحف في العصر الرقمي.
وحذّر الدكتور حداد من الاستخدام غير الواعي للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن بعض المعلومات المتداولة لا تزال تفتقر إلى الحيادية والدقة التاريخية والتعددية السردية، ما يفرض علينا مسؤولية علمية وأخلاقية في إعادة بناء العلاقة بين الإنسان والمحتوى، وبين الماضي وتمثيله الرقمي، كما دعا إلى ضرورة إعداد إطار أخلاقي مرجعي يُنظّم إنتاج وتوظيف المحتوى الرقمي في السياحة والتراث، ليكون نموذجًا يُحتذى في التحول الرقمي المسؤول.
وقد عُرض خلال الافتتاح فيديو تعريفي بكلية الملكة رانيا للسياحة والتراث، استعرض مسيرتها الأكاديمية وبرامجها المتميّزة، ودورها في إعداد كفاءات بشرية قادرة على مواكبة سوق العمل السياحي محليًا وإقليميًا.
وتطرّقت جلسات الورشة إلى عدة محاور، منها: التحول الرقمي في السياحة بين التحديات والتمكين، والتحول من البيانات إلى صناعة القرار، واختُتمت الورشة بجلسة نقاشية مفتوحة لتبادل الرؤى والخبرات حول واقع الرقمنة في السياحة الأردنية، وأبرز التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة القطاع، بالإضافة إلى مناقشة آليات إشراك الطلبة في مسارات الابتكار الرقمي وتعزيز جاهزيتهم لسوق العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى