صيادون ينقذون مئات الأسماك من الجفاف في أنهار غرب فرنسا

في مشهد إنساني لافت، هرع صيادون فرنسيون إلى إنقاذ مئات الأسماك العالقة في جدول جاف مهدد بالتحول إلى “صحراء قاحلة”، عبر نقلها إلى نهر شارانت الأكثر وفرة بالمياه. العملية التي نفذها اتحاد الصيد في المنطقة جاءت استجابة لانقطاع تدفق المياه في رافد نهر نوير لمسافة 15 كيلومتراً، ما تسبب بجفاف أكثر من نصف مجرى النهر وتهديد الحياة المائية فيه بالنفوق الجماعي.

ويشير الصيادون إلى أن الوضع المأساوي لا يقتصر على هذه المنطقة وحدها، إذ تخضع معظم المقاطعات الفرنسية لقيود شديدة على استخدام المياه هذا العام، مقارنة بالعام الماضي. عمليات الإنقاذ تتم بطريقة فنية دقيقة، حيث يستخدم فريق من الصيادين والمتطوعين أجهزة تولد تياراً كهربائياً ضعيفاً يشل حركة الأسماك مؤقتاً لتسهيل جمعها، قبل نقلها إلى بيئة مائية أكثر ملاءمة.

الخبراء البيئيون يحذرون من أن هذه الجهود، رغم أهميتها الفورية، ليست سوى حلول مؤقتة أمام أزمة أعمق مرتبطة بالتغير المناخي. فقد أدى الجفاف المتفاقم وتشقق التربة وعمليات الاستصلاح الزراعي القديمة إلى تراجع مخزون المياه السطحية في حوض شارانت، الذي يعد من أكثر الأحواض هشاشة في فرنسا. ووفقاً للبيانات، شهدت مدينة أنغوليم انخفاضاً في معدلات الأمطار بنسبة 44% عن المعدل الطبيعي في يوليو الماضي.

من جهته، دعا اتحاد صيد الأسماك إلى تسريع وتيرة مشاريع استعادة البيئة المائية والحد من الضغوط الناجمة عن سحب المياه لأغراض الري، مؤكداً أن استمرار الوضع الحالي يهدد الحياة المائية بكاملها. وقال فيليب أغار، وهو صياد متقاعد، بأسى: “حين ينقص الماء، لا تموت الأسماك وحدها، بل يموت النهر بكل ما فيه من حياة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى