تصاعد الخلاف بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل وسط دعوات لاحتلال كامل لغزة

وجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الثلاثاء، إنذارًا علنيًا لرئيس أركان الجيش إيال زامير، مطالبًا إياه بالإذعان التام لأي قرار سياسي تتخذه الحكومة، بما في ذلك قرار “الاحتلال والإخضاع الكامل” لقطاع غزة. وجاء ذلك في تصريح مصور نشره بن غفير، في وقت تتزايد فيه حدة الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية حول إدارة العمليات في غزة.
وبحسب موقع “واينت” الإسرائيلي، ألغى رئيس الأركان زامير زيارة مقررة إلى الولايات المتحدة وقرر تقليص حجم القوات البرية العاملة في القطاع، في خطوة تعكس التوتر المتصاعد بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى إلى فرض خطة احتلال شامل لغزة. وأفادت مصادر مقربة من نتنياهو بأن الأخير منح زامير خيار الاستقالة في حال رفضه الخطة المطروحة.
في موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي سلسلة إجراءات لتخفيف الضغط عن جنوده النظاميين، شملت إلغاء حالة الطوارئ الحربية المعلنة منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، وإنهاء تمديد خدمة الاحتياط الإلزامية. وأكدت قيادة الجيش أن الوحدات الميدانية تعاني إنهاكًا شديدًا نتيجة أكثر من عام من القتال المستمر، ما استدعى إعادة فصيلة كاملة من كل كتيبة نظامية إلى الاحتياط ومنح الجنود فترة استراحة.
كما أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن هذه القرارات ستؤدي إلى عجز في القوى البشرية ضمن الوحدات الخاصة والنخبوية خلال العام المقبل، ما قد يفرض تحديات إضافية على الجاهزية القتالية للجيش الإسرائيلي. واعتبر متحدث عسكري أن هذه الخطوات ضرورية لإعادة تنظيم منظومة الاحتياط ومعالجة آثار التأخير في تسريح الجنود، بما يحافظ على كفاءة القوات الميدانية واستعدادها للعمليات المقبلة.