أم أردنية تجلس على مقاعد التوجيهي إلى جانب ابنها وتحقق حلم الدراسة بعد 20 عاماً

في مشهد ملهم للأمهات والنساء، دخلت الأردنية صابرين أبو محفوظ قاعة امتحان التوجيهي عام 2025 إلى جوار ابنها محمد البالغ 17 عامًا، لتحقق حلم العودة إلى التعليم بعد انقطاع دام عقدين. صابرين، التي تقطن في مدينة الزرقاء شمال شرقي العاصمة عمان، واجهت قلق الامتحان ذاته مع ابنها، وأرادت أن تثبت برسالتها أن “العمر ليس حاجزًا” أمام تحقيق الأحلام.

قصة صابرين بدأت قبل أكثر من 17 عامًا عندما أنجبت محمد، الذي وُلد وهو يعاني من “استسقاء في الدماغ”. حينها قررت الأم أن تتفرغ لرعايته وتترك مقاعد الدراسة، خاصة مع وجود أربعة أبناء آخرين بحاجة لرعايتها. لكن شغف ابنها بالتعلم، رغم التحديات الصحية، كان الشرارة التي أعادت إليها الحلم، فعاهدت نفسها على العودة للمدرسة عندما يصل محمد إلى الصف الأول الثانوي، وهو ما تحقق بالفعل.

انقطعت صابرين عن الدراسة بعد الصف الثالث الإعدادي، لكنها عادت في الصف الأول الثانوي إلى جانب ابنها، وحققت معدلاً مرتفعًا، لتثبت أن الإرادة يمكنها كسر كل القيود. وجاء عام 2025 ليشهد خوضهما امتحان التوجيهي معًا، لتحصد صابرين معدل 84%، فيما حصل محمد على 54%. وأكدت لابنها أن المشوار لم ينتهِ، وأنهما سيعملان لرفع معدله ودخول الجامعة معًا لدراسة الشريعة أو المحاماة كما حلما.

زوجها عبد الله أبو محفوظ، الذي كان في البداية مترددًا بشأن قرارها، أصبح من أكبر الداعمين لها، مشيدًا بقدرتها على التوفيق بين مسؤوليات البيت والدراسة. أما صابرين فوجهت رسالة لكل الأمهات: “لا تنتظري الظروف، اصنعيها… فالعمر ليس حاجزًا، بل جسر نعبره نحو تحقيق الأحلام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى