دمشق تلوّح بإلغاء مفاوضات باريس مع “قسد” بعد مؤتمر الحسكة

كشف مصدر حكومي سوري أن الحكومة تدرس إلغاء جولة المفاوضات المقبلة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المقررة في باريس، معتبرًا أن المؤتمر الذي عقد في محافظة الحسكة مؤخراً دليل على “عدم جدية تنظيم بي كي كي/ واي بي جي” الذي يقف خلف “قسد”. وأوضح المصدر، في تصريح لوكالة “الأناضول”، أن المؤتمر الذي حمل اسم “مؤتمر مكونات شمال وشرق سوريا” يمثل تصعيدًا خطيرًا قد ينعكس سلبًا على مسار التفاوض القائم مع دمشق.

المؤتمر، الذي انعقد يوم الجمعة في محافظة الحسكة تحت شعار “وحدة موقف المكوّنات”، دعا إلى إنشاء دولة لا مركزية وصياغة دستور يضمن التعددية العرقية والدينية والثقافية، وشارك فيه وجهاء عشائر وشخصيات دينية بارزة. وتعتبر دمشق أن هذه الدعوات تتعارض مع اتفاق 10 مارس 2025 الموقع بينها وبين “قسد”، والذي ينص على دمج القوات في مؤسسات الدولة مع الحفاظ على وحدة الأراضي ورفض أي شكل من أشكال الفدرلة أو التقسيم.

الاتفاق الموقع بين الطرفين يتضمن دمج “قسد” عسكريًا وإداريًا ضمن الجيش السوري وفق جدول زمني محدد، إلا أن تنفيذه يواجه عقبات كبيرة بسبب الخلافات حول شكل الدمج وصلاحيات الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا. وتشترط “قسد” الحصول على ضمانات واضحة قبل حل نفسها وتسليم المناطق التي تسيطر عليها، وهو ما تعتبره الحكومة السورية مطالب غير واقعية.

وتستمر المفاوضات بين دمشق و”قسد” برعاية دولية أمريكية وفرنسية، وسط ضغوط من واشنطن وأنقرة لتسريع تنفيذ الاتفاق. ويؤكد الجانب السوري تمسكه بوحدة الدولة ورفض الفدرلة، محذرًا من اللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل المسار التفاوضي. وكانت وزارة الخارجية السورية قد أعلنت في 25 يوليو عن اتفاق لعقد جولة مشاورات جديدة في باريس، إلا أن التطورات الأخيرة قد تدفع دمشق إلى إعادة النظر في مشاركتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى