5 وفيات بين حريق وغريق

كتبت: يسرى ابو عنيز
خمسة وفيات،وخمسة إصابات هي حصيلة ليوم واحد في المملكة ،فمنهم من التهمته النيران،ومنهم من غرق في مياه البرك الزراعية الموصوفة بالخطرة،هذه الحصيلة كانت
بعد تعرض المملكة لموجة الحر منذ يوم الجمعة الماضي ،ونتيجة لهذه الموجة التي وُصفت ب( اللاهبة) حيث دخلت هذه الموجة اليوم الثلاثاء في ذروتها لتستمر حتى يوم الخميس المقبل بحسب طقس العرب ،نتيجة لذلك فقد ارتفعت درجات الحرارة لتكون أعلى من معدلاتها في مثل هذه الفترة من كل عام.
الملفت أن ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت في بعض المناطق إلى 46.5 درجة مئوية رافقها أمطار غزيرة في منطقتي معان والأزرق،إضافة للغبار الشديد،الأمر الذي اضطر الجهات المعنية لإغلاق الطريق الصحراوي وبالإتجاهين لفترات حفاظاً على السلامة العامة لمرتادي هذا الطريق الحيوي.
هذه الموجة الحارة والتي وُصفت باللاهبة والتي تؤثر على المملكة تجاوزت حاجز الأربعين في معظم المدن الأردنية ومنها العاصمة عمّان التي سجلت درجات حرارة مرتفعة في هذه الموجة تجاوزت ال42.5 درجة مئوية ،واعتباراً من اليوم قد تتجاوز هذا الرقم،اما العقبة ومناطق الأغوار فستقترب من حاجز الخمسين درجة.
هذه الأجواء اللاهبة ،وما صاحبها من رطوبه ،ودرجات حرارة مرتفعة جدا وغير مسبوقة،وغبار ،وتدني مستوى الرؤية على الطرق الخارجية ،رافقه زيادة في الحمل الكهربائي غير مسبوق منذ سنوات طويلة ،وكذلك توزيع للكمامات من قبل دوريات الأمن العام ،واطلاق التحذيرات والارشادات من قبل الدفاع المدني حفاظاً على السلامة العامة للمواطنين.
وهذه الموجة لم تمر بسلام ففي يوم واحد ،الا وهو يوم امس الإثنين فقدنا 5 أشخاص في حادثين منفصلين ،ليجد ثلاثة أشخاص حتفهم ،ويُصاب خمسة أشخاص آخرين بحريق محل عطور في منطقة ماركا الجنوبيه في العاصمة عمّان،كما انفجرت اسطوانة غاز في مطعم بمحافظة مأدبا وسط المملكة ونتج عنه عدة إصابات.
ولشدة موجة الحر في مناطق الأغوار الشمالية ،أسوة بباقي مناطق المملكة خلال هذه الموجة فقد لقي شخصان حتفهما نتيجة لغرقهم في بركة زراعية في منطقة طبقة فحل في الأغوار حيث يلجأ سكان تلك المناطق لقناة الملك عبدالله ،وكذلك للبرك الزراعية التي هي عبارة عن مصائد للأرواح من أجل السباحة للتخفيف على أنفسهم من ارتفاع درجات الحرارة التي تكون هي الأعلى في مناطق المملكة.
وحوادث الغرق في البرك الزراعية في مناطق الأغوار المختلفة ،وهذه الحوادث التي رافقت ،وترافق ارتفاع درجات الحرارة ليست حكراً على هذا العام بل هي حوادث متكررة في كل عام قد يكون أهم أسبابها عدم الوعي بخطورة السباحة في البرك الزراعية حتى وإن كانت للتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة،وقناة الملك عبدالله في الأغوار الشمالية.
لذا فإن الأهم في مثل هذه الموجة الحارة والتي تتعرض لها المملكة الوعي بكيفية التعامل مع هذه الموجة،وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس ،وعدم السباحة في البرك الزراعية ،واتباع التعليمات والارشادات الصادرة عن الجهات المختصة حفاظاً على السلامة العامة.