قمة تاريخية مرتقبة بين ترامب وبوتين في ألاسكا لبحث الحرب في أوكرانيا

يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، في مدينة أنكريدج بولاية ألاسكا، في قمة توصف بالتاريخية لبحث النزاع المستمر في أوكرانيا، الذي يعد الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ويأتي هذا اللقاء، الأول بين الرئيسين منذ عام 2019، وسط تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى تسوية، رغم أن ترامب، الذي كان قد تباهى خلال حملته الانتخابية بقدرته على إنهاء الحرب “فورًا”، أكد أن الاجتماع سيكون “استكشافيًا” بالدرجة الأولى.

وتجري القمة بناءً على طلب بوتين، بحسب ما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي يهدف في المقام الأول إلى “الاستماع” إلى نظيره الروسي. ويخشى قادة أوكرانيا وأوروبا أن تتحول القمة إلى اتفاق شبيه بمؤتمر مالطا عام 1945، حين أعادت القوى الكبرى ترتيب أوروبا وتقاسم النفوذ. وفي هذا السياق، عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قلقه من أن يؤدي اللقاء إلى إضعاف موقف كييف، واصفًا حضور بوتين إلى ألاسكا بأنه “انتصار” رمزي له.

وتتضمن الملفات المطروحة للنقاش مسألة “تبادل” الأراضي، حيث أعرب ترامب مؤخرًا عن استيائه من رفض كييف التنازل عن أجزاء من أراضيها لروسيا، التي تحتل نحو 20% من مساحة أوكرانيا. وتطالب موسكو رسميًا بتخلي كييف عن أربع مناطق هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وهي مطالب تعتبرها أوكرانيا “غير مقبولة”. ويرى خبراء أن أقصى ما يمكن أن ينتج عن القمة هو وضع “إطار” لمفاوضات لاحقة، مع احتمال موافقة روسيا على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي مقابل التخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف الناتو.

ويواجه ترامب تحديًا في الموازنة بين رغبته في إصدار تصريحات قوية تلفت الانتباه خلال القمة، وبين تجنب الظهور بمظهر “الدمية” في يد بوتين، وهو الاتهام الذي لاحقه بعد قمة هلسنكي عام 2018. ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الأميركي إلى زيلينسكي والقادة الأوروبيين بعد اللقاء، قائلاً: “قد أقول حظًا سعيدًا وواصلوا القتال، أو قد أقول يمكننا إبرام اتفاق”. ويرى مراقبون أن نتائج القمة، مهما كانت، ستؤثر بشكل مباشر على مستقبل الصراع الأوكراني وتوازنات القوى في أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى