خبير مصري يحذر من خطورة مشروع “إسرائيل الكبرى” في تصريحات نتنياهو الأخيرة

حذّر الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية واللغة العبرية بجامعة عين شمس في مصر، من خطورة تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة حول مشروع “إسرائيل الكبرى”، والتي أكد من خلالها أن هذا المشروع لم يعد مجرد حلم توراتي، بل بات يتحول تدريجيًا إلى خطة سياسية قابلة للتنفيذ. وأوضح عبود أن المقابلة التي أجراها نتنياهو مع قناة عبرية لم تكن عابرة، بل جاءت برسائل رمزية وبصرية مقصودة تهدف إلى تثبيت فكرة التوسع في الوعي الإسرائيلي والعربي على حد سواء.
وأشار الخبير المصري إلى أن الظهور الإعلامي لنتنياهو كان بمثابة “عرض مسرحي متكامل”، بدءًا من جلوسه أمام خريطة تتجاوز حدود الكيان الحالية، وصولًا إلى إهداء زوجته قلادة تحمل خريطة “أرض الميعاد”، وانتهاءً بإعلانه المباشر أنه يؤمن تمامًا بهذه الرؤية.
واعتبر عبود أن هذه الخطوات ليست تفاصيل بروتوكولية بسيطة، بل رسائل مدروسة تعكس تمسك اليمين الصهيوني بمفهوم إسرائيل الكبرى كخطة ممتدة عبر السياسة والأمن والاقتصاد.
وأوضح عبود أن نتنياهو يدرك أن الاحتلال العسكري المباشر لم يعد مقبولًا في عالم اليوم، لكنه يسعى لتحقيق أهدافه عبر وسائل بديلة، تقوم على فرض الهيمنة السياسية على القرار العربي، والحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي، إلى جانب التوسع الاقتصادي عبر اختراق أسواق المنطقة ومزاحمة الدول النفطية. وأضاف أن خطورة هذه الرؤية تكمن في كونها تتحرك بخطوات محسوبة من خلال تحالفات دولية وإقليمية واستغلال الانقسامات داخل العالم العربي.
وأكد عبود أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس إحياءً عمليًا لفكرة “إسرائيل الكبرى”، لكنها بوسائل أكثر مرونة وخطورة من الحروب التقليدية، مشددًا على أن التعامل معها كاستعراض إعلامي سيكون خطأً جسيمًا. ودعا إلى مواجهة هذا المشروع بوعي استراتيجي شامل، معتبرًا أن التاريخ يثبت أن المشاريع التوسعية لا تتوقف من تلقاء نفسها، بل تحتاج إلى إرادة ووعي وقدرة على التصدي لها قبل أن تتحول إلى واقع مفروض.