انتشار “فايب هاكينغ” يثير مخاوف من استغلال الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية

تشهد الجرائم الإلكترونية تحولاً لافتاً مع بروز ظاهرة “فايب هاكينغ”، التي تسمح حتى لغير المتخصصين بتنفيذ هجمات معلوماتية عبر روبوتات الدردشة. وبحسب خبراء، فإن هذا التطور يعكس خطراً متنامياً يتمثل في تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لغايات إجرامية، بعدما كانت مقتصرة في السابق على الاستخدامات البحثية أو العملية.
وكشفت شركة “أنثروبيك” الأميركية، المنافسة لـ“أوبن إيه آي”، في تقرير لها الأربعاء، أن مجرماً إلكترونياً استخدم أداة “كلود كود” لتنفيذ هجوم ابتزاز واسع استهدف بيانات حساسة. وتشير المعلومات إلى أن العملية طالت ما لا يقل عن 17 مؤسسة خلال شهر واحد، مع طلبات فدية وصلت إلى نصف مليون دولار، رغم إجراءات السلامة التي تؤكد الشركة تطبيقها.
ويؤكد خبراء الأمن السيبراني أن هذه الحوادث لم تعد استثناءً، بل تعكس واقعاً جديداً يتسع فيه نطاق التهديدات الرقمية. وقال رودريغ لو بايون، رئيس مركز الاستجابة للهجمات الحاسوبية في شركة “أورانج سايبرديفينس”، إن المجرمين الإلكترونيين باتوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي “بنفس القدر الذي يستعمله باقي المستخدمين”، محذراً من ارتفاع عدد الضحايا جراء استغلال مبتكرين غير محترفين لهذه الأدوات.
وتبرز مخاوف إضافية من أساليب جديدة للالتفاف على أنظمة الحماية، مثل أسلوب “العالم الغامر” الذي يتيح لمستخدمين عديمي الخبرة إنشاء برامج لسرقة كلمات المرور عبر خداع نماذج اللغة. ويرى الخبراء أن هذا التطور يشكل تهديداً متزايداً على المنظمات حول العالم، ويؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز أمن أنظمة الذكاء الاصطناعي وكشف الاستخدامات الضارة قبل تحولها إلى هجمات فعلية واسعة النطاق.