انقطاع الكهرباء يهدد الأعمال الصغيرة في طهران وسط أزمات اقتصادية متصاعدة

يعاني أصحاب المطاعم والمتاجر الصغيرة في العاصمة الإيرانية طهران من أزمات متلاحقة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، الذي يعرقل نشاطهم اليومي ويؤدي إلى خسائر متزايدة. سعيد، صاحب مطعم بيتزا في حي راقٍ شمال العاصمة، يقول إن التيار ينقطع أحيانًا خلال وقت الذروة لتقديم الغداء، ما يتسبب في تراجع الزبائن بشكل كبير، خاصة في ظل الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية وتراجع القوة الشرائية للمواطنين.
الأزمة تتفاقم مع الضغوط الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الدولية واحتمال تفعيل آلية الزناد الأوروبية في مجلس الأمن، فضلًا عن تدهور سعر صرف الريال الإيراني مقابل العملات الأجنبية، ما يزيد التضخم المزمن. ورغم محاولات التجار وأصحاب المطاعم تقليص التكاليف عبر تقليص عدد الموظفين أو خفض الإنارة، إلا أن هذه الحلول لم تنجح في مواجهة الانقطاعات اليومية التي تعطل العمل وتضعف الإنتاج.
قطاع الأغذية والحلويات يبدو الأكثر تضررًا، إذ يشير صانع حلويات في وسط طهران إلى خسائر كبيرة نتيجة تلف المنتجات التي تحتاج إلى تبريد مستمر، خاصة الحلويات المحشوة والشوكولاتة. وبالمثل، يؤكد الجزار حسين حاج عباسي أنه اضطر مرارًا للتخلص من كميات من اللحوم بسبب انقطاع الكهرباء، في وقت تشهد فيه أسعار اللحوم الحمراء والدواجن ارتفاعات قياسية تزيد من معاناة المستهلكين والتجار على حد سواء.
إلى جانب الأضرار الاقتصادية، يعاني السكان من تداعيات صحية واجتماعية في ظل موجة حر شديدة تتجاوز 40 درجة مئوية في العاصمة، وتصل إلى أكثر من 50 في الجنوب. ومع عجز محطات التوليد عن توفير كميات كافية من الطاقة، تلجأ الحكومة إلى تقنين الكهرباء بإغلاق المؤسسات العامة والبنوك لعدة ساعات يوميًا، ما يزيد من حالة الاستياء الشعبي ويضعف ثقة المواطنين في قدرة السلطات على إدارة الأزمة.