طفلة تخاف الاقتراب من صديقاتها كي لا ترعبهن

نجت الطفلة الفلسطينية جود ماضي، البالغة من العمر سبع سنوات، من قصف إسرائيلي دمّر منزل عائلتها في غزة، لكنها فقدت والديها وشقيقها الأكبر، ولم يتبقَّ لها سوى شقيقين صغيرين. ورغم نجاتها، تركت الحرب على جسدها ووجهها ندوبًا غيّرت ملامحها البريئة وسرقت منها فرحة الطفولة.
أصيبت جود بحروق عميقة من الدرجة الثانية في وجهها وكتفها الأيسر وقدميها، ما جعلها تعاني من آلام جسدية ونفسية كبيرة. تقول الطفلة كلما نظرت إلى المرآة: “وجهي صار يخوف.. حتى الأطفال يخافوا مني”، في إشارة إلى ما تتعرض له من تنمّر وصدمات متكررة تزيد من معاناتها.
ورغم صغر سنها، تواجه جود حياة قاسية بعد أن جمعت بين ألم الفقد وفاجعة التشوّه. لم تعد قادرة على ممارسة طفولتها بشكل طبيعي، إذ تحاول إخفاء دموعها بصمت موجع، بينما يقف شقيقاها الصغيران إلى جانبها دون أن يدركا حجم المأساة التي تعيشها.
تحتاج جود اليوم بشكل عاجل إلى عمليات جراحية وتجميلية لإعادة رسم ملامح وجهها وإعادة ابتسامتها، إلا أن مستشفيات غزة لا تملك الإمكانيات اللازمة لمثل هذه الحالات المعقدة. وبين العجز الطبي واستمرار الحصار، تبقى قصة الطفلة شاهدة على وجع الطفولة في غزة، ومعلقة بين الألم والأمل.