اليابان على أعتاب انتخابات داخلية قد تطيح برئيس الوزراء إيشيبا

يستعد مشرعو الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان للتصويت، يوم الاثنين، على إمكانية إجراء انتخابات استثنائية قد تطيح برئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، في خطوة من شأنها إحداث هزة سياسية في رابع أكبر اقتصاد في العالم. وقد أدى الغموض السياسي المتصاعد بالفعل إلى ضغوط على الأسواق، إذ شهد الين والسندات الحكومية عمليات بيع واسعة هذا الأسبوع، وارتفع العائد على السندات لأجل 30 عاماً إلى مستوى قياسي جديد.

وتأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه الاقتصاد الياباني من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية وارتفاع تكاليف المعيشة، فيما تركز الأسواق المالية على احتمالية استبدال إيشيبا بشخصية مثل ساني تاكايشي، التي دعت إلى سياسة نقدية أكثر مرونة وانتقدت رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان. ويواجه إيشيبا ضغوطاً داخلية متزايدة بعد خسارة حزبه للأغلبية في مجلس المستشارين خلال انتخابات يوليو الماضي، مما صعّب من إمكانية تمرير التشريعات دون دعم المعارضة.

وبحسب قواعد الحزب، فإن الدعوة لإجراء انتخابات داخلية تتطلب موافقة نصف أعضائه على الأقل، وهو ما قد يحدث في سبتمبر الجاري أو أكتوبر المقبل. ومن شأن هذا التنافس أن يؤخر إقرار ميزانية تكميلية تهدف إلى تخفيف الأعباء المعيشية على الأسر. وفي ظل تراجع شعبيته، يرفض إيشيبا الاستقالة، مؤكداً عزمه على المضي قدماً في إعداد حزمة من الإجراءات الاقتصادية الخريف المقبل، رغم توقعات مراكز أبحاث مثل “أوراسيا” بأن فرص بقائه في منصبه لا تتجاوز 40%.

ويرجّح محللون أن المنافسة على زعامة الحزب ستحدد مسار السياسات الاقتصادية المقبلة، بما في ذلك حجم التحفيز المالي وتوقيت رفع أسعار الفائدة مجدداً. ويبرز بين الأسماء المطروحة وزير الزراعة الشاب شينجيرو كويزومي، الذي يتمتع بشعبية جماهيرية، فيما تعد ساني تاكايشي مرشحة بارزة لقيادة الحزب، وقد تصبح أول رئيسة وزراء في تاريخ اليابان. ويرى خبراء أن نتيجة هذا السباق الحزبي سيكون لها انعكاسات مباشرة على استقرار الاقتصاد الياباني ومستقبل سياساته النقدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى