عودة الأفغان المرحّلين تواجه تحديات إنسانية رغم تحسن الأوضاع الأمنية

تواجه أعداد كبيرة من الأفغان الذين يُعادون قسراً إلى بلادهم صعوبات بالغة في إعادة بناء حياتهم داخل أفغانستان، وفق ما أوردته المنظمة الدولية للهجرة. وأوضحت أن كثيرين منهم لم يعيشوا في البلاد من قبل، بينما اضطر آخرون لبيع ممتلكاتهم أو الاستدانة لتمويل رحلات الهجرة، ليجدوا أنفسهم عند العودة بلا موارد أو مصدر دخل.
وخلال مباحثات في برلين، ثمّنت ميهيونج بارك، رئيسة عمليات المنظمة في أفغانستان، الدعم الذي تقدمه ألمانيا والاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، لاسيما في مراكز الاستقبال المنتشرة على الحدود، حيث يحصل العائدون على مستلزمات أساسية ومساعدات مالية لتغطية نفقات السفر الداخلي. كما لفتت إلى أن الوضع الأمني أكثر استقراراً مقارنة بما كان عليه قبل خمس سنوات، وأن منظمات الإغاثة باتت قادرة على الوصول إلى جميع ولايات البلاد.
رغم هذه التطورات، تستمر عمليات الترحيل بوتيرة واسعة، إذ يعود يومياً آلاف الأشخاص من باكستان وإيران، في حين تُنظم تركيا رحلات جوية لإعادة الأفغان المحتجزين لديها بسبب الإقامة غير القانونية. وتشير الأرقام الرسمية التركية إلى أن المرحّلين غادروا “طوعاً”، لكن منظمات حقوقية تؤكد أن عشرات الآلاف منهم اعتُقلوا في مراكز احتجاز مغلقة قبل إعادتهم.
ويحاول العديد من الأفغان في تركيا كسب المال اللازم للانتقال نحو أوروبا عبر شبكات تهريب البشر، بينما لا يُبدي الاتحاد الأوروبي اعتراضاً على عمليات الترحيل التركية، باعتبارها تسهم في خفض أعداد المهاجرين غير النظاميين المتجهين إلى أراضيه، وهو ما يثير انتقادات المنظمات الإنسانية حيال غياب بدائل حقيقية لهؤلاء المرحّلين.