مصر تحذر تل أبيب وواشنطن بعد الضربة الإسرائيلية على الدوحة وتؤمن قادة الفصائل الفلسطينية

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن رسالة تحذيرية شديدة اللهجة وجهتها المخابرات العامة المصرية إلى كل من تل أبيب وواشنطن، وذلك بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركز قيادة لحركة حماس في الدوحة. هذا التحذير جاء في إطار إجراءات أمنية غير مسبوقة اتخذتها القاهرة لحماية المسؤولين الفلسطينيين المقيمين على أراضيها، بمن فيهم قادة حماس والجهاد الإسلامي الذين أُفرج عنهم سابقًا في صفقات تبادل الأسرى.

وأوضحت مصادر فلسطينية أن أجهزة المخابرات المصرية عززت في الأيام الأخيرة من حماية كبار قادة الفصائل الفلسطينية، أبرزهم زياد النخالة الأمين العام للجهاد الإسلامي، إضافة إلى مسؤولين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذين نقلوا أنشطتهم القيادية إلى القاهرة، وأصبحوا تحت الحماية المباشرة للمخابرات المصرية. ويُعد هذا التحول مؤشرًا على دور جديد لمصر، من وسيط محايد إلى دولة مضيفة توفر غطاءً أمنياً وقاعدة آمنة لقادة الفصائل المسلحة، وهو دور كان يُنسب سابقًا إلى دمشق وطهران.

ويُعد زياد النخالة (72 عامًا) من أبرز الشخصيات الفلسطينية تأثيرًا، شغل منصب الأمين العام للجهاد الإسلامي منذ عام 2018، وسبق أن اعتقلته إسرائيل وحُكم عليه بالسجن المؤبد قبل أن يُفرج عنه في صفقة تبادل أسرى. وتصنفه إسرائيل كثالث أهم هدف للاغتيال بعد قادة حماس، وأدرجته الولايات المتحدة على قائمة “الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص”، مع عرض مكافأة مالية لأي معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وتعد الرعاية المصرية للنخالة وقادة الفصائل رسالة مزدوجة: للأمريكيين والإسرائيليين بعدم السماح بالاعتداء على السيادة المصرية، وللفلسطينيين بأن مصر لم تعد مجرد وسيط بل حامية لضمان أمن قيادات “المقاومة”.

في سياق متصل، فرضت قطر إجراءات أمنية مشددة بعد الضربة الإسرائيلية على الدوحة، مع عزل قادة حماس في مجمع شديد الحراسة دون إمكانية استخدام الهواتف أو وسائل الاتصال الخارجية. ويعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين أن الأزمة قد تُستغل لنقل مركز الوساطة من قطر إلى مصر، فيما ينتظر الجميع تطورات بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإسرائيل، وسط تأكيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى