محادثات أمنية بين سوريا وإسرائيل بضغوط أمريكية

أفادت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر مطلعة أن سوريا تكثّف من وتيرة محادثاتها مع إسرائيل، في ظل ضغوط أمريكية تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني محدود، دون أن يصل الأمر إلى مستوى معاهدة سلام شاملة. وتأتي هذه التطورات فيما تسعى واشنطن لتحقيق اختراق دبلوماسي يمكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديمه كإنجاز سياسي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الحالي.
ووفقاً للتقرير، فإن المقترحات السورية المطروحة تركز على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي استولت عليها مؤخراً، وإعادة تفعيل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح وفق اتفاقية الهدنة لعام 1974، مع وقف الضربات الجوية والتوغلات البرية داخل الأراضي السورية. غير أن مسألة هضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967، لم تُطرح بشكل مباشر في المفاوضات، حيث أشار مصدر سوري إلى أنها ستُترك “للمستقبل”.
المصادر ذاتها تحدثت عن أن إسرائيل أبدت تحفظاً كبيراً في المفاوضات المغلقة، متمسكة بالمكاسب الميدانية التي حققتها مؤخراً في الجنوب السوري. كما نقلت الوكالة عن مصدر أمني إسرائيلي أن “الولايات المتحدة تمارس ضغطاً مكثفاً على دمشق لتسريع التوصل إلى اتفاق أمني”، في حين تحاول إسرائيل الحد من أي التزامات بعيدة المدى قد تُضعف موقفها في المنطقة.
وبحسب “رويترز”، فإن المحادثات انطلقت بشكل أولي في أبوظبي ثم انتقلت لاحقاً إلى باكو وباريس، وسط أجواء متوترة تعكس غياب الثقة المتبادلة. ورغم محاولات واشنطن الدفع نحو اتفاق مرحلي على غرار ما جرى بين مصر وإسرائيل في أواخر السبعينيات، إلا أن المراقبين يرون أن الظروف الراهنة لا تسمح بتسوية واسعة، خاصة مع استمرار التوترات الميدانية في الجنوب السوري وتنامي المطالب المحلية بمحاسبة المتورطين في أحداث السويداء الأخيرة