مؤسسة هند رجب ترفع شكوى جنائية ضد جندي إسرائيلي في اليونان بتهمة جرائم حرب في غزة

تفاصيل الشكوى المقدمة في أثينا

أوضحت المؤسسة في بيان رسمي أنها أودعت الشكوى لدى النيابة العامة في محكمة الدرجة الأولى في أثينا
ضد الجندي الإسرائيلي ناعور شلومو دادون، المنتمي إلى لواء الجفعات
ووحدة المشاة 432 “تزبار”. واستندت الشكوى إلى ملف قانوني من 70 صفحة يوثق تورط الجندي
في عمليات عسكرية استهدفت مدنيين فلسطينيين بين أغسطس 2024 وأغسطس 2025.

إقرأ أيضا: تصعيد دموي في غزة.. 36 شهيدًا منذ فجر الجمعة بينهم 19 بمدينة غزة

أدلة موثقة على جرائم الحرب

بحسب المؤسسة، يتضمن الملف صوراً وشهادات ميدانية وتقارير رسمية، إضافة إلى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي
نشرها الجندي نفسه. وتظهر الأدلة مشاركته في تدمير مناطق سكنية في رفح وجباليا،
وحرق مدرسة حمد بن خليفة، فضلاً عن منشورات تمجد الدمار الذي لحق بالبنية التحتية المدنية.
هذه الأدلة تؤكد الطابع الممنهج للهجمات، وترتقي إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

المحامية اليونانية وتأكيد الاختصاص القضائي

تولت المحامية اليونانية إيفجينيا كونيكي تقديم الشكوى، مشيرة إلى أن القضاء اليوناني
يملك الاختصاص للنظر في قضايا جرائم الحرب والإبادة الجماعية بموجب القوانين الدولية.
وأضافت أن هذه الخطوة تعكس التزام المجتمع المدني بالتصدي لظاهرة الإفلات من العقاب
التي غالباً ما تحمي جنود الاحتلال من المحاسبة.

الجدل حول برنامج “المرونة العقلية”

أشارت المؤسسة إلى أن الجندي دادون يشارك حالياً في دورة تدريبية بعنوان
“المرونة العقلية“ في منطقة زاجورا، ماغنيسيا، تنظمها مجموعة إسرائيلية تُعرف باسم
Rising Heroes. واعتبرت المؤسسة أن هذه البرامج ليست سوى غطاء لتقديم حماية غير مباشرة
للمتهمين، حيث يتم إبعادهم عن التحقيقات القضائية تحت ستار الأنشطة المجتمعية.

إقرأ أيضا: نزيف هجرة في إسرائيل.. عشرات الآلاف يغادرون بسبب الحرب على غزة

ردود فعل حقوقية ودولية

أثارت القضية صدى واسعاً في الأوساط الحقوقية، حيث أشاد نشطاء الخطوة واعتبروها بداية لكسر جدار الحصانة
الذي يتمتع به جنود الاحتلال. ويرى المراقبون أن القضية قد تكون بداية لمسار قانوني أطول يفتح الباب
أمام قضايا مشابهة في محاكم أوروبية أخرى، بما يعزز الضغط الدبلوماسي على إسرائيل.

أهمية الخطوة نحو العدالة الدولية

يرى خبراء القانون الدولي أن هذه الشكوى الجنائية قد لا تؤدي مباشرة إلى محاكمة ميدانية، لكنها تمثل
خطوة رمزية قوية، وتبعث برسالة واضحة أن الجرائم لن تمر دون مساءلة. كما تضع هذه القضية إسرائيل
أمام مسؤولياتها القانونية، وتعيد تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين تحت وطأة
الجرائم الممنهجة.

إن تقديم مؤسسة هند رجب لشكوى جنائية ضد جندي إسرائيلي في اليونان يعد محطة مهمة
في مسيرة البحث عن العدالة للفلسطينيين. فبينما تواصل المؤسسات الحقوقية عملها، يترقب الشارع العربي
والدولي نتائج هذه الخطوة، آملين أن تشكل بداية لتوسيع نطاق المحاسبة الدولية، وإيقاف
جرائم الحرب في غزة.