أمير أوحانا .. شاذ جنسي يرأس الكنيست الاسرائيلي ويهدد العرب بوقاحة علنية

مهدي مبارك عبد الله
أمير أوحانا أول مثلي الجنس يتولى رئاسة الكنيست الإسرائيلي وهو شخصية سياسية أثارت جدلاً واسعًا ليس فقط بحكم ميوله الجنسية المعلنة في مجتمع سياسي يهيمن عليه الطابع اليميني المحافظ بل أيضًا بسبب مواقفه المتطرفة وتصريحاته العدائية تجاه العرب بعدما صعد في صفوف حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو وهو معروف بولائه الشديد لزعيم الحزب وارتباطه الوثيق بأوساط اليمين القومي والديني المتطرف داخل إسرائيل ولا يمكن فصل خلفيته الشخصية عن أدائه السياسي حيث يسوق نفسه كرمز لكسر القوالب النمطية داخل المؤسسة الإسرائيلية من جهة وكمدافع شرس عن سياسات القمع والتمييز من جهة أخرى مما يجعله ظاهرة فريدة تجمع بين ما يسمى بالتقدم الاجتماعي في الشكل وبين العنصرية البنيوية في المضمونأمير أوحانا أول مثلي الجنس يتولى رئاسة الكنيست الإسرائيلي وهو شخصية سياسية أثارت جدلاً واسعًا ليس فقط بحكم ميوله الجنسية المعلنة في مجتمع سياسي يهيمن عليه الطابع اليميني المحافظ بل أيضًا بسبب مواقفه المتطرفة وتصريحاته العدائية تجاه العرب بعدما صعد في صفوف حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو وهو معروف بولائه الشديد لزعيم الحزب وارتباطه الوثيق بأوساط اليمين القومي والديني المتطرف داخل إسرائيل ولا يمكن فصل خلفيته الشخصية عن أدائه السياسي حيث يسوق نفسه كرمز لكسر القوالب النمطية داخل المؤسسة الإسرائيلية من جهة وكمدافع شرس عن سياسات القمع والتمييز من جهة أخرى مما يجعله ظاهرة فريدة تجمع بين ما يسمى بالتقدم الاجتماعي في الشكل وبين العنصرية البنيوية في المضمون
أوحانا يحمل لقب أول رئيس كنيست علني من مجتمع الميم جاء بخلفية من الدم والقتل وترعرع في أحضان دولة بنيت على النكبة والاحتلال وعلّمته التجارب الأمنية والاستخباراتية أن طريق السلام مع الفلسطينيين إن وجد لن يكون إلا على جثثهم وخلال عمله في الشاباك إلى إدار حملات اعتقال وملاحقة للمقاومين ولا يمكن فصل تاريخه المهني عن الدور الدموي الذي يؤديه اليوم كأحد قادة الاحتلال
تولى رئاسة الكنيست الإسرائيلي في ديسمبر 2022 في أعقاب الانتخابات التشريعية التي أفرزت فوز معسكر اليمين بقيادة نتنياهو وتشكلت حينها حكومة تعتبر من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الدولة العبرية وقد جاء تعيينه كرئيس للكنيست تتويجًا لعلاقته القوية بنتنياهو وثقة الائتلاف الحاكم بقدرته على ضبط إيقاع البرلمان وتمرير القوانين التي تخدم الأجندة اليمينية المتطرفة
منذ تصدره منصة رئاسة الكنيست استخدم موقعه لتمرير أجندات تتماشى مع السياسات اليمينية المتطرفة وفي أكثر من مناسبة وجه تهديدات مباشرة للعرب سواء داخل الأراضي المحتلة او عرب عام 1948 أو في الضفة الغربية أو قطاع غزة وفي خطاب له أمام الكنيست في صيف 2025 قال بوضوح إن ” العرب الذين لا يدينون بالولاء لإسرائيل لا مكان لهم بيننا ” و ” على من يقف ضد الدولة أن يتحمل عواقب ذلك ” كما وجه تهديد غير مباشر للفلسطينيين بسن تشريع يعجل في سياسات الطرد أو سحب المواطنة وهي تصريحات صارخة وصفت بالخطيرة ليس فقط من قبل النواب العرب بل أيضًا من بعض المنظمات الحقوقية الدولية التي اعتبرتها تمهيدًا لتصعيد جديد في مشروع التهجير والتهويد والإقصاء
تأثير أوحانا داخل الكنيست لا يقتصر على دوره الإداري كرئيس للجلسات بل يمتد إلى كونه منسقًا غير رسمي بين نتنياهو وبين الكتل الدينية القومية التي تسعى لتمرير قوانين تتعلق بالهوية اليهودية للدولة وتوسيع صلاحيات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية وهو محسوب بشكل واضح على محور ” اليمين العقائدي” الذي يضم اقذر الشخصيات العنصرية مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وهو ما يفسر دعمه المطلق لقانون القومية الذي يكرس التفوق اليهودي دستوريا وقانونيا بالإضافة إلى تأييده لمشروع ” الضم الزاحف ” لأجزاء من الضفة الغربية
اللافت هنا أن أوحانا رغم كونه مثليًا وهو أمر ترفضه الأحزاب الدينية المتشددة إلا أنه نجح في نيل رضاها سياسيًا لأنه يقدم لها ما تريده من دعم في قضايا التهويد والأمن مقابل التغاضي عن سيرته وخلفيته الشخصية وهذا يعكس تناقضًا صارخًا داخل السياسة الإسرائيلية حيث يقبل الشخص المختلف والمتناقض إذا كان يخدم المشروع الصهيوني الاستعماري في المقابل يرفض العربي أو الفلسطيني حتى وإن كان مواطنًا صالحًا لا لشيء إلا لأنه لا ينتمي للديانة أو الهوية الرسمية للدولة
الكنيست الإسرائيلي في عهد أوحانا يشهد واحدة من أكثر المراحل تطرفًا في تاريخه إذ ارتفعت وتيرة اقتراحات القوانين العنصرية ومنها ما يتعلق بتضييق الخناق على التعليم العربي وتشجيع التجنيد الإجباري للعرب في الجيش الإسرائيلي فضلًا عن تقديم تشريعات تهدف إلى السيطرة الكاملة على القضاء وتفكيك ما تبقى من توازن بين السلطات وهو ما دفع مراقبين إلى التحذير من أن إسرائيل لم تعد ديمقراطية حتى بالحد الأدنى بل باتت دولة قومية يهودية صرفة لا مكان فيها لأي مكون عرقي آخر
وُلد أوحانا في مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل عام 1976 لعائلة يهودية من أصول مغربية ما يجعله يمثل طبقة اليهود الشرقيين الذين لطالما لعبوا دورًا مهمًا في صعود الليكود إلى السلطة وهو سياسي إسرائيلي ينتمي إلى حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو وقد بنى مكانته السياسية من خلال مواقفه المتطرفة التي تنسجم مع الخط العام لليمين الإسرائيلي المتشدد وقد شغل في السابق مناصب وزارية مهمة أبرزها وزير الأمن الداخلي ووزير العدل وكان أول سياسي مثلي الجنس علنًا يتولى حقيبة وزارية في تاريخ إسرائيل ما جعله يحظى بدعم جزئي من بعض الأوساط الليبرالية رغم انتمائه الصريح إلى اليمين
لم يكتفِ المثلي الشاذ بتحدي الأعراف الدينية والاجتماعية داخل كيان الاحتلال بل رفع صوته ليكون أحد أكثر الأصوات حدة وعدائية ضد الأمة العربية وفلسطين هو ليس مجرد رئيس كنيست بل رمز للإرهاب السياسي المموه وعنوان للعدوان الذي لا يتوقف حيث يوزع التهديدات من على منصة البرلمان الإسرائيلي ويخطط لتصفية قضايا الشعب الفلسطيني الوطنية بأفكار تجرح كرامة شعب بأكمله وهو يحتفل بقتل شباب المقاومة في قطر فضلا عن تعاطفه العلني مع الاحتلال الكامل لقطاع غزة فلن نتوقع من هذا المجرم سوى المزيد من الوحشية والدم
بعد الغارة الإسرائيلية على مقر قيادة حركة حماس في قطر قال بوقاحة لا توصف أن ما حدث هو رسالة تهديد ووعيد لكل الشرق الأوسط ولم يتوقف عند هذا الحد بل ذهب أبعد من ذلك عندما اقترح أن دولة فلسطين يجب أن تُقام في لندن وباريس في تناقض صارخ مع حق الفلسطينيين التاريخي والسياسي في اقامة دولتهم في وطنهم وهذه التصريحات تمثل خريطة طريق واضحة لتصفية القضية الفلسطينية وتشتيت وإذلال شعبها بدعوات غريبة ومهينة تخلط بين الأرض والشتات
صعود شخصية مثل أوحانا لهذا المستوى المتقدم يعكس التحول العميق في بنية النظام السياسي الإسرائيلي الذي بات يجمع بين المظاهر الليبرالية الشكلية كالحرية الشخصية وحقوق الأقليات وبين السياسات القومية العدوانية التي لا تقبل بوجود الآخر بل تسعى إلى محوه ويبدو أن هذا التناقض هو ما يجعل إسرائيل اليوم أكثر عدوانية وجرأة في فرض وقائع جديدة على الأرض ليس فقط ضد الفلسطينيين بل أيضًا ضد أي صوت داخلي يعارض التوجهات اليمينية المتطرفة التي باتت تحكم قبضتها على كل مفاصل الدولة
أوحانا ضابط أمن واستخبارات سابق وهو ما يفسر استمراره في تمثيل وجه دولة الاحتلال الدموي انطلاقه من جهاز الشاباك الذي يشتهر بقسوته وتعذيبه للمعتقلين الفلسطينيين إلى توليه مناصب مثل وزير الأمن الداخلي ورئيس الكنيست يظهر تكاملًا واضحًا بين عمله الاستخباراتي وسياساته العدائية هذا التاريخ الأمني يفسر حدة مواقفه وتصريحاته العدائية التي لا تترك مجالًا للتفاوض أو السلام كما لا يكتفي بإدارة الكنيست فقط بل هو من الذين يروجون لأفكار خارجة عن المألوف تدعو إلى تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى أماكن خارج وطنهم التاريخي كما عبر صراحة بدعم خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مناطق أخرى خارج الشرق الأوسط
خطاب أوحانا الذي يهدد دول الشرق الأوسط بأكملها هو رسالة واضحة لكل الحكومات العربية التي ما زالت تراهن على الحلول السياسية الضعيفة أو التسويات المؤقتة مع الاحتلال تحذيراته الصارخة تكشف عن نوايا الاحتلال الحقيقية بإما الخضوع الكامل أو المواجهة الشاملة ما يعني أن الوقت لم يعد يسمح بالمناورات السياسية فقط بل يتطلب تحركًا حقيقيًا وموحدًا لمواجهة خطر هذا الإرهاب السياسي
في النهاية يجب أن تدرك الأمة العربية والإسلامية أن مثل هذه الشخصيات لا تهدد فقط الفلسطينيين بل تهدد كل حر وأصيل في منطقتنا لا مكان للسكوت أو الحياد أمام هذه الوجوه التي ترفع راية الإرهاب والتطرف فالمواجهة اليوم ليست خيارًا بل واجب مقدس لاستعادة كرامتنا وحقنا ومنع مكر أعدائنا من التسلل إلى مستقبل أطفالنا إن أمير أوحانا الشاذ الذي يرأس الكنيست الإسرائيلي ليس سوى رمز جديد للإرهاب الذي لا ينام وهجومه على العرب والفلسطينيين هو إعلان حرب صريح يجب أن تقابل بمقاومة وحيدة من كل الأحرار فلا سلام مع قاتل ولا استقرار مع محتل ولا وطن مع من يبيع أرواحنا بالكذب والتصريحات العبثية
كاتب وباحث مختص في الشؤون السياسية
[email protected]