جماهير أوساسونا توقف مباراة خيتافي بهتافات لفلسطين واحتجاجات داخل الملعب

شهدت مباراة فريق أوساسونا أمام ضيفه خيتافي، ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدوري الإسباني “الليجا”، أحداثًا لافتة بعدما أوقف جمهور أصحاب الأرض اللقاء لعدة دقائق عبر احتجاج جماعي في المدرجات.
ففي الدقيقة العاشرة من عمر المباراة، رددت جماهير أوساسونا هتافات قوية لدعم الشعب الفلسطيني، حيث علت أصواتهم مرددين “هيا بنا يا فلسطين”، في مشهد مؤثر جذب انتباه وسائل الإعلام العالمية، خاصة مع الأوضاع الملتهبة في الشرق الأوسط واستمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة للعام الثاني على التوالي.
ولم تقتصر مظاهر الاحتجاج على الهتافات فقط، إذ ألقى المشجعون عشرات كرات التنس داخل أرضية الملعب، ما اضطر حكم المباراة إلى إيقاف اللعب مؤقتًا حتى يتم تنظيف الملعب وإعادة استئناف اللقاء. كما رفعت الجماهير لافتات ضخمة تحمل رسائل سياسية تعبر عن رفضهم للممارسات الإسرائيلية، وهو ما جعل المباراة تتجاوز كونها مواجهة كروية إلى حدث سياسي يعكس تعاطف الشارع الإسباني مع القضية الفلسطينية.
هذا الموقف تفاعل معه عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مقاطع فيديو توثق لحظة توقف اللقاء بشكل واسع، وتصدرت الوسوم المرتبطة بفلسطين وأوساسونا قائمة الأكثر تداولًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا). واعتبر متابعون أن هذه الخطوة تمثل رسالة إنسانية قوية من المدرجات الإسبانية، خاصة وأن كرة القدم أصبحت في السنوات الأخيرة ساحة للتعبير عن المواقف السياسية والحقوقية.
الجدير بالذكر أن مثل هذه المواقف ليست جديدة في الملاعب الأوروبية، إذ سبق وأن رفعت جماهير أندية أوروبية أخرى شعارات تضامنية مع فلسطين، إلا أن مشهد أوساسونا جاء أكثر وضوحًا وصخبًا، بعد أن أدى إلى توقف رسمي للمباراة لبضع دقائق.

ويأتي ذلك في ظل استمرار الغضب الشعبي حول العالم من السياسات الإسرائيلية تجاه غزة، وسط تنديد دولي واسع بالهجمات التي أوقعت آلاف الضحايا، وهو ما جعل الملاعب أيضًا تتحول إلى منصات لرفع الصوت دفاعًا عن الشعب الفلسطيني.
بهذا يكون جمهور أوساسونا قد ترك بصمة لافتة، ليؤكد مجددًا أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل وسيلة لإيصال الرسائل الإنسانية والسياسية إلى العالم بأسره.