زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان تبحث ملفات الحدود والموقوفين

ملفات حساسة على طاولة المباحثات
إقرأ أيضا: سحب القوات الإسرائيلية من غزة تمهيدًا لاتفاق ترامب مع حماس
الزيارة تأتي في ظل تزايد الحديث عن ضرورة معالجة الملفات العالقة بين بيروت ودمشق، خصوصًا ما يتعلق بملف الموقوفين السوريين، الذي يُعد من أبرز القضايا الإنسانية والقضائية المطروحة، إلى جانب مسألة ضبط الحدود ومكافحة التهريب عبر المعابر غير الشرعية، وهي قضايا ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالأمن الوطني والاقتصادي للبلدين.

لقاء سابق جمع الشرع وعون في الدوحة
يُشار إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع كان قد اجتمع في 15 سبتمبر الماضي مع نظيره اللبناني جوزيف عون على هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة، حيث ناقشا الملفات المشتركة بين البلدين وسبل تطوير التعاون في مختلف المجالات.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية حينها أن اللقاء تناول قضايا محورية أبرزها ترسيم الحدود البحرية، وملف النازحين السوريين، والموقوفين السوريين في السجون اللبنانية. وأوضح البيان أن الرئيسين شددا على ضرورة تعزيز التنسيق بين الأجهزة المعنية للحفاظ على الاستقرار على طول الحدود المشتركة.
إقرأ أيضا: زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ: الأمريكيون مهددون بالأسوأ بسبب الإغلاق الحكومي
ترسيم الحدود والنازحون السوريون محور النقاش
تناول الاجتماع بين الرئيسين أيضًا التقدم في ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، إذ أعرب الرئيس الشرع عن ارتياحه لبدء عودة مجموعات من النازحين السوريين إلى الأراضي السورية، في ظل تعاون أمني وإنساني مشترك. كما بحث الجانبان أهمية استكمال النقاط التي نوقشت سابقًا بين الوفدين اللبناني والسوري في بيروت، والمتعلقة بملف الموقوفين والتعاون القضائي لتسريع البت في القضايا العالقة.
اتفاق على لجان مشتركة لتعزيز التعاون
البيان الصادر عن الرئاسة اللبنانية أشار كذلك إلى اتفاق الجانبين على تشكيل لجان مختصة لمتابعة الملفات الثنائية، من بينها لجنة اقتصادية وأخرى أمنية، إلى جانب تكثيف الجهود لتأمين الاستقرار وتبادل الزيارات الرسمية. كما تناولت المباحثات ملفات اقتصادية مشتركة وموضوع النقل البحري بين البلدين بما يحقق مصالحهما المشتركة.
الوضع في الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية
وفيما يتعلق بالوضع في الجنوب اللبناني، أطلع الرئيس عون نظيره السوري على الاتصالات الجارية لتثبيت الاستقرار الدائم في المنطقة الحدودية الجنوبية، خاصة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة. كما شدد على ضرورة مواجهة محاولات الفتنة التي تسعى إسرائيل إلى إثارتها عبر تصعيدها العسكري المتكرر.
أهمية الزيارة السورية إلى بيروت
تحمل زيارة أسعد الشيباني إلى بيروت أهمية بالغة، إذ تمثل استمرارًا لمسار التواصل السياسي والدبلوماسي بين البلدين بعد فترة من الفتور. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنسيق اللبناني السوري، خصوصًا في ظل الأزمات الإقليمية المتصاعدة والحاجة إلى تعاون مباشر في الملفات الأمنية والاقتصادية.
العلاقات اللبنانية السورية أمام اختبار جديد
العلاقات بين بيروت ودمشق تشهد حراكًا متزايدًا منذ بداية العام، حيث تكثّفت اللقاءات والاتصالات لبحث التعاون الحدودي ومكافحة التهريب، إلى جانب إعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية. ومع زيارة وزير الخارجية السوري، يُتوقّع أن يُعاد طرح ملفات استراتيجية على الطاولة تمهيدًا لاتفاقات جديدة تعيد رسم ملامح العلاقة بين البلدين الجارين.
تشكل زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية، لما تحمله من دلالات سياسية وأمنية واقتصادية في آنٍ واحد. إذ تسعى دمشق وبيروت من خلالها إلى معالجة القضايا العالقة وإطلاق مرحلة جديدة من التعاون القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وبينما يترقب الشارعان السوري واللبناني نتائج اللقاءات، تبقى الأنظار موجهة إلى ما إذا كانت هذه الزيارة ستُمهّد لحقبة أكثر استقرارًا وتعاونًا بين البلدين.