بتسلئيل سموتريتش يكشف تفاصيلٍ صادمة عن أحداث 7 أكتوبر: «لم نعرف إن كانت خدعة أم هجومًا منسقًا»

أعلن وزير المالية الإسرائيلي ورئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجهات السياسية والعسكرية في إسرائيل واجهت تردداً حاداً في لحظات الاقتحام الأولية لقطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن قادة الحكومة لم يأمروا بنشر كل القوات جنوباً فوراً لأنهم لم يكونوا متأكدين ما إذا كان المشهد «خدعة تضليل» قد تخفي هجومًا شماليًّا من لبنان (حزب الله).

إقرأ أيضا: حفيدة ترامب تشعل مواقع التواصل بفيديو غولف وأغنية روسية

ما قاله سموتريتش بالضبط

«بين الساعة 11:00 و12:00… جلسنا في الكرياه (مقر وزارة الدفاع) — رئيس الوزراء، يؤاف غالانت وأنا — وكنا نتردد. لم نعرف بعد ما إذا كانت الكارثة في الجنوب مجرد خدعة تضليل أوجدتها حماس لكي نرسل جميع القوات جنوباً، ومن ثم يهاجمنا حزب الله من الشمال. لذلك انتظرنا للحظة، وفقط عندما جاءت المعلومات الاستخباراتية وفهمنا أن الأمر لم يكن منسقًا، أرسلنا جميع القوات جنوبا.»

نقاط رئيسية مستخلصة من المقابلة

  • تردد سياسي وعسكري: سمّح حالة عدم اليقين الاستخباري بدخول قرار التحرك العسكري في دائرة الانتظار بدل التوجيه الفوري.
  • خوف من فتح جبهة ثانية: كان القلق أن تكون العملية في الجنوب فخا لجرّ القوات بعيداً عن الحدود الشمالية، ما يتيح لحزب الله توجيه هجوم مفاجئ.
  • انتقاد لقرارات سابقة: سموتريتش وصف بعض قرارات الكابينت (المجلس الوزاري المصغر) بـ«السيئة» وبيّن أنه كان ينادي بموقف أكثر تشدداً (احتلال غزة كاملاً) قبل أن يتبدّل الرأي لاحقاً.
  • الإقرار بالخطأ والمساءلة: على الرغم من دفاعه عن بعض المسارات، أقرّ الوزير بمسؤولية ثقيلة “تحمله منذ ذلك الحين”.
  • إقرأ أيضا: زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان تبحث ملفات الحدود والموقوفين

لماذا كلام سموتريتش مهم؟

تصريح وزير مثله يفتح ملفاً سياسياً وأمنياً حساساً لسببين أساسيين:

  1. يبين الفاصل بين العلم الاستخباراتي والقرار السياسي: القرار العسكري الفوري يعتمد على معلومات آنية. حالة عدم اليقين تُؤثر مباشرة في سرعة رد الفعل — وهذا ما وصفه سموتريتش.
  2. يعيد إشعال النقاش الداخلي حول المسؤولية: تصريحات قياديين حاليين وسابقين حول ما جرى في 7 أكتوبر تُستخدم الآن سياسياً لتفسير، أو لتبرير، اختيارات سياسية وأمنية لاحقة.

ردود الفعل المتوقعة

على المشهد السياسي أن يتعامل مع المقابلة في مستويات متعددة: من الناحية الأمنية سيثير السؤال عن «سقوط ثغرات استخبارية»؛ ومن الناحية السياسية سيساهم في إطالة النقاش حول جدوى خيارات القيادة السابقة وحاضراً. المعارضة والعائلات المتضررة من هجمات 7 أكتوبر ستستخدم مثل هذه الإقرارات لتعزيز مطالب المحاسبة أو التحقيقات البرلمانية، فيما سيحاول مؤيدو الحكومة تفسيرها كخطأ في التقدير في ظل ظروف استثنائية.

تحليل مختصر: بين التخوف والقرار

حتى مع بطء إصدار الأوامر في تلك اللحظات الحرجة، ثمة عنصر موضوعي يجب مراعاته: الحروب المعاصرة تتضمن عمليات تضليل ومخاطر فتح جبهات متعددة. اتخاذ قرار بتحريك وحدات كبيرة يجلب تبعات استراتيجية وجغرافية. لكن النقد يبقى مشروعاً إذا ثبت أن العودة للتقييم استمرت وقتاً أطول من اللازم وأدت إلى خسائر يمكن تفاديها.

تصريحات بتسلئيل سموتريتش تشكّل جزءًا من فسيفساء متساقطة لبيان وقائع 7 أكتوبر، وتُظهر أن لحظات القرار في صلب الأزمات شديدة التعقيد قد تُحسم أو تتأخر بناءً على معلومات استخباراتية ناقصة. سواء أكانت النتيجة تبريراً أم مؤشرًا على قصور، فإن الحديث العام عن تلك اللحظات يعيد فتح ملف المساءلة الوطنية والأمنية في إسرائيل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى