استشهاد المصور صالح الجعفراوي وسط اشتباكات دامية في غزة

تشهد مدينة غزة توتراً أمنياً كبيراً عقب استشهاد المصور الصحفي صالح الجعفراوي أثناء تغطيته اشتباكات بين الأجهزة الأمنية ومجموعات مسلحة في عدد من مناطق القطاع، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين والنازحين العائدين إلى بيوتهم.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن عناصر من الميليشيات المسلحة أطلقت النار على نازحين عادوا من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، في مشهد مأساوي أثار غضباً واسعاً بين الأهالي، فيما أكدت وزارة الداخلية أن قوات الأمن تتعامل بحزم مع المجموعات الخارجة عن القانون وتلاحق المتورطين في القتل والفوضى.

إقرأ أيضا: قمة شرم الشيخ للسلام تجمع قادة العالم لبحث إنهاء الحرب في غزة

اشتباكات عنيفة وموقف داخلي حازم

مصادر أمنية كشفت أن الاشتباكات اندلعت مساء الأحد بين أجهزة الأمن و”مليشيات تابعة للاحتلال”، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، بينما تعمل القوات على فرض النظام وضبط العناصر المسلحة داخل مدينة غزة.

وفي الوقت ذاته، نشرت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية تقارير عن خلاف حاد بين الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” بشأن مصير المليشيات التي شكّلها الاحتلال أثناء عدوانه، إذ اقترح الشاباك نقلهم إلى معسكرات مغلقة في غلاف غزة لحمايتهم، لكن الجيش رفض خوفاً من خطرهم على المستوطنين.

وزارة الداخلية تفتح باب التوبة والعفو

وأعلنت وزارة الداخلية في غزة فتح باب التوبة والعفو العام أمام عناصر العصابات الذين لم يتورطوا في جرائم قتل، مؤكدةً أن من يسلم نفسه خلال أسبوع سيتم إغلاق ملفه نهائياً، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار والأمن الداخلي.

إقرأ أيضا: الهلال الأحمر المصري يرسل أكبر قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة منذ مارس

كما شددت الوزارة على أن “حقوق المواطنين والأمن العام خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه”، محذّرة من أن الإجراءات القانونية ستكون صارمة بحق كل من يرفض تسليم نفسه أو يصر على مخالفة القانون.

وقف إطلاق النار وإعادة ترتيب المشهد

يأتي ذلك بالتزامن مع دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تنص على وقف الحرب، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، وإطلاق متبادل للأسرى، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وتأتي هذه التطورات بعد حرب دامت عامين شنّتها إسرائيل على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 67 ألف شهيد و170 ألف مصاب، معظمهم من النساء والأطفال، وسط مجاعة قاتلة أودت بحياة المئات، في ظل دعم أميركي متواصل للعدوان.