الأردن يشارك في احتفالية يوم الوثيقة العربية واجتماع لجنة ذاكرة العالم العربي بالدوحة

يشارك الدكتور نضال إبراهيم الأحمد، أمين عام وزارة الثقافة ونائب رئيس لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية (MoWCAR)، في الاحتفالية التي نظمتها دار الوثائق القطرية اليوم الخميس السادس عشر من تشرين الأول بمناسبة يوم الوثيقة العربية، وذلك بحضور هالة جاد، وزير مفوض من جامعة الدول العربية وممثلي الدول العربية وخبراء التراث الوثائقي، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في الدوحة. وتضمنت الفعالية ندوة بعنوان “المخطوط والوثيقة: الذاكرة العربية في الأرشيفات العالمية”، استعرضت أهمية المخطوطات والوثائق العربية المهددة وسبل حمايتها وإدراجها في السجل الدولي لبرنامج ذاكرة العالم التابع لليونسكو.

كما عُقد على هامش الاحتفالية اجتماع لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية، تناول عدد من القضايا أبرزها رفع تمثيل الدول العربية في سجل ذاكرة العالم الدولي، واستعراض الخطة الاستراتيجية للجنة، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الحفظ والرقمنة والتوثيق.
وفي كلمته خلال الحفل، عبّر الدكتور نضال الأحمد عن اعتزازه بمشاركة الأردن في هذا الحدث الثقافي العربي، مؤكدًا أن المملكة تولي عناية خاصة لحفظ التراث الوثائقي وصون الهوية الثقافية، وأن مشاركتها تأتي دعمًا للعمل العربي المشترك في هذا المجال.
وقال الأحمد في كلمته:
“إن احتفاءنا بيوم الوثيقة العربية ليس مناسبة رمزية فحسب، بل هو تعبير عن وعي متجدد بأهمية الذاكرة الجمعية للأمة العربية. فالوثائق ليست أوراقًا صامتة، بل شواهد حيّة تحفظ مسيرة الإنسان العربي وتوثّق جهده وإبداعه.”

وأشار إلى أن الأردن أدرك منذ تأسيسه أهمية الوثيقة كمصدر للهوية الوطنية والسيادة المعرفية، حيث عملت مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها دائرة المكتبة الوطنية، على جمع الوثائق الوطنية وتنظيمها وحفظها، مدعومة بإصدار قانون الوثائق الوطنية رقم (9) لسنة 2017 الذي وضع الإطار التشريعي لحمايتها وإدارتها.
واستعرض الأحمد منصة “وَثِّق” التي أطلقتها المملكة كمنصة رقمية وطنية لجمع وحفظ الوثائق والصور والتسجيلات ذات البعد التاريخي، مؤكدًا أنها تجسّد مشاركة المواطنين في حفظ الذاكرة الوطنية وإتاحتها للباحثين والأجيال القادمة.
كما أشار إلى تشكيل اللجنة الوطنية لذاكرة العالم في الأردن عام 2017 برئاسة وزير الثقافة، والتي تعزز التعاون مع الجهود العربية والدولية لحماية التراث الوثائقي.

وأكد الأحمد أن الحفاظ على الوثيقة العربية مسؤولية جماعية تتطلب تعاونًا عربيًا في مجالات الرقمنة والتوثيق وتطوير التشريعات، مشددًا على ضرورة مواكبة التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لخدمة الأرشيفات العربية وضمان استدامتها.
وأشاد في ختام كلمته بالجهود الكبيرة التي تبذلها دار الوثائق القطرية في حماية التراث الوثائقي العربي، وبالدور الريادي للجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية في توحيد الجهود وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.
وأشار إلى أن انتخاب الأردن نائبًا لرئيس اللجنة بالإجماع مطلع العام الجاري “يعكس مكانة المملكة ودورها الفاعل في دعم المبادرات الثقافية العربية المشتركة”.
وختم الأحمد كلمته بالدعاء قائلًا:
“حفظ الله وثيقتنا العربية، وحفظ أمتنا وذاكرتنا من النسيان.”