سر اختفاء فصل الصيف عن الأرض عام 1816

لم يكن عام 1816 عاماً عادياً في تاريخ الكوكب. فبينما ينتظر العالم قدوم الصيف كل عام، مرّ ذلك العام دون أن يزور الأرض دفؤه المعتاد، حتى سُمّي لاحقاً «العام بلا صيف».

ثلوج وأمطار في قلب الصيف

في شمال أمريكا، تساقطت الثلوج خلال يونيو ويوليو على مناطق مثل نيو إنجلاند ونيويورك، بينما عاشت أوروبا أمطاراً باردة متواصلة وعواصف لم تهدأ. كتبت صحيفة فيرجينيا في يوليو: “لم نرَ شمس الصيف بعد، والهواء بارد لدرجة أننا نحتمي بالنار ليلاً ونهاراً”.

إقرأ أيضا: بين الشتاء والصيف… حين تتنفس الأرض طاقتها الخفيّة 2025

عواصف ومجاعات في أوروبا وآسيا

تضررت ألمانيا بفيضانات قوية، وغرقت أيرلندا تحت المطر لثمانية أسابيع متواصلة. أما آسيا، فشهدت اضطراباً في موسم الرياح الموسمية أدى إلى جفاف واسع، وتضررت الزراعة بشدة في الصين والهند.

سر
سر

اللغز العلمي وراء عام 1816

ظل السبب مجهولاً لعقود، حتى جاء عام 1920 ليُرجع العلماء السبب إلى ثوران بركان تامبورا في إندونيسيا عام 1815، وهو أقوى انفجار بركاني مسجل في التاريخ الحديث. أطلق البركان 150 كيلومتراً مكعباً من الرماد إلى الغلاف الجوي، ما أدى إلى حجب ضوء الشمس وانخفاض حاد في درجات الحرارة.

إقرأ أيضا:سامسونج للإلكترونيات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتعاون مع “فيسز بيوتي” الشرق الأوسط لإطلاق حملة “رحلة الجمال”، التي توثّق أجمل لحظات الصيف بعدسة ‘Galaxy S25’

العواقب الكارثية

تسببت البرودة المفاجئة في تلف المحاصيل وانتشار المجاعة في أمريكا الشمالية وأوروبا، ونتج عنها تفشي أوبئة مثل التيفوئيد والكوليرا. كما شهدت القارة اضطرابات اجتماعية واسعة نتيجة نقص الغذاء.

من لعنة نابليون إلى لعنة الطبيعة

في أوروبا، ظن الناس أن الكوارث التي أحاقت بهم كانت نتيجة لعنة حروب نابليون، لكن الحقيقة كانت في انفجار بركاني على بعد آلاف الكيلومترات، قلب مناخ الأرض رأساً على عقب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى