تأثير اكتمال القمر على النوم والسلوك البشري

منذ القدم، ارتبط اكتمال القمر بالأساطير والسلوكيات الغامضة لدى البشر، حيث ربطت العديد من الثقافات بين القمر الكامل وتقلبات المزاج أو الأرق. ولكن الدراسات الحديثة بدأت تكشف الحقيقة العلمية وراء هذه الظاهرة المثيرة.

القمر والأرق.. علاقة بين الضوء والساعة البيولوجية

يؤكد خبراء طب النوم أن اكتمال القمر يؤثر فعلياً على جودة النوم، ولكن ليس بالطريقة المبالغ فيها التي تناولتها الأساطير. فالأبحاث تشير إلى أن الأشخاص ينامون أقل بنحو 20 دقيقة في الليالي القمرية، ويستغرقون وقتاً أطول للدخول في مرحلة النوم العميق.

إقرأ أيضا: كيف يساهم الأكسجين الأرضي في تكوين الصدأ على سطح القمر

ويعود ذلك إلى الضوء الساطع المنبعث من القمر المكتمل، والذي يؤثر على الساعة البيولوجية ويقلل من إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالنعاس. هذا التأثير يجعل الدماغ أكثر يقظة ويؤخر عملية النوم.

اختلاف التأثير بين الناس

يختلف تأثير ضوء القمر من شخص إلى آخر، حيث يكون سكان المناطق الريفية أكثر عرضة لتأثيره بسبب قلة الأضواء الاصطناعية، بينما يقل هذا التأثير في المدن المضيئة. كما تشير الأبحاث إلى أن الرجال يظهرون حساسية أكبر من النساء خلال فترة اكتمال القمر.

هل القمر يسبب اضطرابات نفسية؟

رغم الاعتقاد الشعبي بارتباط اكتمال القمر بازدياد الاضطرابات النفسية أو الجرائم، إلا أن الإحصاءات الحديثة لا تدعم هذا الادعاء. فالدراسات لم تسجل أي ارتفاع ملموس في حالات الطوارئ النفسية أو معدلات الجريمة خلال الليالي القمرية. وغالباً ما تكون التغيرات السلوكية نتيجة نقص النوم وليس بسبب القمر ذاته.

إقرأ أيضا: الصين تطلق قمرين اصطناعيين تجريبيين لتعزيز تكنولوجيا رصد الأرض

نصائح لتحسين النوم أثناء اكتمال القمر

  • تجنب استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
  • الحفاظ على غرفة نوم مظلمة وهادئة.
  • الالتزام بجدول نوم منتظم يومياً.
  • تقليل التعرض للضوء القمري المباشر ليلاً.

وفي الختام، يمكن القول إن اكتمال القمر يؤثر بالفعل على النوم، لكن بدرجة محدودة. أما التأثير الأكبر فيأتي من الأضواء الاصطناعية وأجهزتنا الإلكترونية، التي تشكل التحدي الحقيقي لجودة النوم في العصر الحديث.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى