الأسرار الكيميائية وراء أغلى قهوة في العالم “كوبي لواك”
كشف فريق من العلماء في الهند عن الأسرار الكيميائية الفريدة التي تجعل من قهوة كوبي لواك، والمعروفة بأنها أغلى قهوة في العالم، مشروباً استثنائياً بطعمه الفريد وقيمته المرتفعة.
كيف تُصنع قهوة كوبي لواك؟
تُعد هذه القهوة نتاج عملية هضمية داخل جسم حيوان الزبّاد الآسيوي (Paradoxurus hermaphroditus)، حيث يتناول هذا الحيوان ثمار البن الناضجة، وتخرج الحبوب سليمة بعد المرور بجهازه الهضمي. ومنذ أكثر من قرن، تحولت هذه الظاهرة إلى صناعة فاخرة، يصل فيها سعر الكيلوغرام الواحد إلى أكثر من 1000 دولار أمريكي.
إقرأ أيضا: أغلى فنجان قهوة في العالم يباع في دبي بسعر خيالي
نتائج البحث العلمي الجديد
قاد العالم بالاتي أليش سينو من الجامعة المركزية في كيرالا فريقاً علمياً درس التغيرات الكيميائية التي تطرأ على الحبوب داخل أمعاء الزبّاد. أظهرت النتائج أن حبوب القهوة المهضومة كانت أكبر حجماً وأغنى بالدهون، ما يمنحها ملمساً كريميّاً مميزاً.
كما بينت التحاليل أن هذه القهوة تحتوي على مستويات مرتفعة من حمض الكابريليك وإسترات حمض الكابريك، وهما مركبان يمنحان القهوة رائحة تشبه منتجات الألبان ونكهة ناعمة تميزها عن القهوة العادية.
إقرأ أيضا: خمسة مشروبات بديلة للقهوة سحرية تُنعش صباحك لعام 2025
أبعاد أخلاقية وجدل عالمي
رغم الاكتشافات المثيرة، تواجه صناعة كوبي لواك انتقادات واسعة بسبب المعاملة القاسية لحيوانات الزبّاد، حيث تُحبس في أقفاص ضيقة ويُفرض عليها نظام غذائي غير طبيعي. وتطالب منظمات الرفق بالحيوان بضرورة تطوير طرق مستدامة لإنتاج القهوة دون الإضرار بالحيوانات.
نحو إنتاج مستدام وأخلاقي
يرى الباحثون أن الحل يكمن في محاكاة العمليات الكيميائية الطبيعية داخل جسم الزبّاد عبر تقنيات مخبرية متقدمة. هذه الخطوة قد تمهد الطريق لإنتاج نسخة مستدامة من قهوة كوبي لواك تحافظ على النكهة الفريدة دون المساس بالحياة البرية.
كلمة أخيرة
يشير العلماء إلى أن فهم التحولات الجزيئية التي تمنح القهوة خصائصها المميزة قد يسهم في تحسين جودة البن العالمي ووضع معايير دقيقة تضمن أصالة المنتج. كما يساعد على تثقيف المستهلكين حول الاختيارات الأخلاقية في عالم القهوة الفاخرة.





