زراعة الأسنان في الأردن… قصة نجاح وطنية تُكتب بالعلم والخبرة
بقلم: د. عيسى الصرايرة
طب وجراحة الفم والأسنان.
شهدت المملكة الأردنية الهاشمية في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في مجال زراعة الأسنان ومعالجة أمراض اللثة، بفضل ما تحقق من تطورات طبية وتقنيات حديثة، إلى جانب ما نمتلكه من خبرات وطنية مؤهلة استطاعت أن تضع الأردن في مقدمة الدول الرائدة إقليمياً في هذا التخصص الدقيق.
لقد شكّل إدخال تقنيات الزراعة الرقمية والتصوير ثلاثي الأبعاد تحولاً كبيراً في دقة التشخيص وسرعة التعافي، حيث أصبح من الممكن اليوم إجراء عمليات زراعة الأسنان بأمان ونجاح عالٍ، حتى في الحالات الحرجة والمعقدة التي كانت في الماضي تُعدّ تحدياً حقيقياً أمام الأطباء.
ومن واقع خبرتي في هذا المجال، أستطيع القول إن زراعة الأسنان لم تعد تقتصر على فئة محددة من المرضى، بل أصبحت خياراً فعالاً وآمناً لكبار السن الذين فقدوا أسنانهم، لما توفره من فوائد صحية ووظيفية وجمالية تتفوق على التعويضات التقليدية. فهي لا تُعيد للمريض ابتسامته فحسب، بل تُعيد له الثقة بنفسه وقدرته على الأكل والنطق بشكل طبيعي.
نفتخر بكوننا من المراكز المتخصصة والرائدة في زراعة الحالات الحرجة، حيث نتعامل مع شرائح من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل:
مرضى السكري
مرضى القلب
مرضى هشاشة العظام
كبار السن
المرضى الذين يتناولون مميعات الدم بشكل منتظم
كانت هذه الفئات في السابق تواجه صعوبات كبيرة في إجراء عمليات الزراعة، لكن بفضل الدراسات الحديثة والتخطيط الدقيق والتقنيات الرقمية، أصبح بالإمكان اليوم تنفيذ الزراعة بأمان ونتائج متميزة، ضمن إشراف طبي متكامل ومتابعة دقيقة تضمن راحة المريض وسلامته.
إن ما تحقق في مجال زراعة الأسنان في الأردن لا يُعد إنجازاً طبياً فحسب، بل هو نجاح وطني يسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز السياحة العلاجية وجذب المرضى من مختلف الدول العربية، الذين يجدون في الأردن بيئة طبية آمنة وكفاءات تضاهي المراكز العالمية.
وفي ختام حديثي، أؤكد أن المرحلة المقبلة تتطلب منا جميعاً – أطباء ومؤسسات ومراكز طبية – مواصلة البحث العلمي والتدريب المستمر، إلى جانب الاستثمار في التقنيات الحديثة والبنية التحتية الطبية، لنُبقي الأردن في موقعه المتقدم على خريطة الطب في المنطقة.
> فزراعة الأسنان في الأردن ليست مجرد إجراء طبي، بل هي قصة نجاح تُروى كل يوم بالعلم والخبرة والإخلاص في خدمة الإنسان.
