فعالية بمنتدى شومان بعنوان: “المعاجم التّاريخيّة للغُّات ومعجم الدّوحّة التّاريخيّ للغّة العربيّة”

ألقت فعالية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، بالتعاون المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، مساء أمس، الضوء على “معجم الدوحة التاريخي للغة العربية”، بحضور نخبة من المفكرين والأكاديميين والمعنيين.
وتحدث في الفعالية التي جاءت بعنوان: “المعاجم التّاريخيّة للغُّات ومعجم الدّوحّة التّاريخيّ للغّة العربيّة”، كل من المدير التنفيذي للمعجم الدكتور عز الدين بوشيخي، وأستاذ الأدب في جامعة مؤتة الدكتور جزاء مصاروة، وأستاذ الأدب الجاهلي في الجامعة الأردنية الدكتور عمر الفجاوي، وأستاذ اللغة في جامعة البترا الدكتور خالد جبر، وأدار الفعالية الدكتور إسماعيل القيام.
ويعد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية جهدا علميا كبيرا قام به المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، بهدف تأريخ مفردات اللغة العربية منذ نشأتها في نقوش ما قبل الإسلام، مرورا بالنص القرآني والشعر العربي ونصوص الحديث النبويّ والمؤلّفات في مختلف الحقول المعرفيّة، عبر المراحل المتعاقبة إلى العصر الحديث.

فعالية
فعالية

الدكتور عزالدين بوشيخي، أكد أن سيسهم بإعادة الاعتبار للغة العربية بوصفها كائنًا حيًّا متطوّرًا، متأثرًا بالسياقات الحضارية والفكرية، ويُمثّل خطوة مؤسّسية رصينة في سبيل بناء مشروع عربي لغوي نهضوي، يوازي ما أنجزته لغات عالمية في ميادين المعاجم التاريخية، وقد شارك في تحرير المادّة المعجميّة وتدقيقها واعتمادها عددٌ كبير من اللّغويّين من سائر الدّول العربيّة.
وبين أن المشروع أتاح منصة إلكترونية تفاعلية تيسِّر للباحثين والمهتمّين الوصول إلى قاعدة بيانات لغوية ضخمة، وتفتح آفاقًا غير مسبوقة لدراسة المعاجم من منظور زمني وثقافي متطوّر، كما أنه لا يقتصر على الجانب اللّغوي الصّرف، بل يخدم كذلك الدراسات التاريخية، والاجتماعية، والفكرية، إذ يُبرز كيف عبّرت اللغة العربية عن تحولات المجتمع العربي عبر القرون.
كما أشار إلى أن للمعجم معايير وضوابط دقيقة وصارمة لكيفية التعامل مع الكلمات، وكيفية بناء مداخلها المعجمية، مبينا أن البيانات التي يقدمها المعجم من الناحية العلمية والحجم، تستعمل أيضا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وفي تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية.
وكشف البوشيخي أن المعجم سيتم اطلاقه في 22 كانون الأول المقبل، متزامنا مع عقد مؤتمر حول الذكاء الاصطناعي وخصائص اللغة العربية، ويستمر يومين.

فعالية
فعالية

من جهته أشار الدكتور جزاء مصاروة إلى المحاولات التاريخية التي بذلت سابقا للوصول لبناء معاجم تاريخية، ولكنها لم تكتمل لعدة أسباب من أهمها الدعم المالي.
وأوضح أن معجم الدوحة التاريخي سيفتح آفاقا جديدة في البحث العلمي، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يعمل المعجم على تطوير الصناعة المعجمية العربية وإنتاج معاجم جديدة متفرعة عن معجم الدوحة التاريخي، كذلك فتح الآفاق لمشاريع بحثية جديدة خاصة بتطوير الدلالة والتأصيل الدلالي والمعنى المحوري.

فعالية
فعالية

وبين الدكتور عمر الفجاوي بأمثلة دقيقة أن معجم الدوحة التاريخي قد أكد أمورا وصحح أخرى، فمن ذلك أن مصطلح الجاهلية لم يستعمل في العصر الجاهلي وأن لفظة تكفير ليست مستعملة في ذلك العصر وأن أول استعمال لها كان في شعر الكميت بن زيد الأسدي المتوفى في الثلث الأول من القرن الثاني الهجري.
ونوه إلى أن بعض الألفاظ غير المستعملة في العصر الجاهلي تحمل دلالات على أن العرب في الجاهلية كانوا ذوي مروءات وشهومات والذي دعانا إلى تثبيت هذا الحكم أن معجم الدوحة التاريخي قد أنبأنا بأول استعمال لها.
الدكتور خالد جبر أكد أهمية المعجم، مشيرا الجهود التي بذلت لإنجازه، كذلك الجهود المكرسة للاستمرار في تطويره مستقبلاً، ليظل حاضراً كقوة ثقافية تدعم الباحثين والدارسين والأدباء.
وقدم جبر اضاءات حول ما ورد في معجم الدوحة التاريخي مثل موضوع المعنى والتاريخ وعلاقتهما ببعضهما البعض.
الدكتور إسماعيل أشار في بداية الفعالية إلى أنه بالرغم ممّا يلمسه المطّلعُ على معجم الدّوحة التاريخيّ من جودة العمل الفائقة سواءٌ في الجانب اللغويّ أم الحاسوبيّ وسهولة الوصول، فإنّ ممّا تطمئنّ له النّفس أنّ إدارة المعجم آخذةٌ على عاتقها الاستمرار في تطويره وتحديثه وفق المراجعة المستمرّة التي ستتابع العمل على تحديث المعجم، ووفق ما يصل إليها من ملاحظات أو أفكارٍ في ضوء الاطلاع على المعجم كاملاً بعد إعلان اكتماله نهاية هذا العام.
والجدير بالذكر أن “معجم الدوحة التاريخي للغة العربية”، هو مشروع علمي ضخم أطلقه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة عام 2013، ويُعدّ الأول من نوعه على مستوى العالم العربي من حيث المنهج والأهداف، وهو لا يقتصر على تحديد معاني الكلمات، بل يتتبع تطورها الدلالي عبر العصور، مستندًا إلى نصوص موثقة ومؤرخة من مختلف الحقول المعرفية: الدينية، الأدبية، التاريخية، الفقهية، العلمية، الإعلاميّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى