كيف تنبأت حضارة المايا بكسوف الشمس بدقة فائقة؟ كشف مخطوطة دريسدن السرية
حضارة المايا القديمة عُرفت بقدرتها المذهلة في علم الفلك، وقد تمكنت من التنبؤ بكسوف الشمس بدقة عالية استمرت لمئات السنين، وهو لغز حيّر العلماء لعقود طويلة. الدراسة الحديثة لمخطوطة دريسدن الشهيرة كشفت عن نظام حسابات رياضي متطور استخدمه الكهنة وعلماء الفلك لإجراء توقعات دقيقة وطويلة الأمد.
الجدول الفلكي للكسوف ودورة الـ405 أشهر
حلل الباحثون جدول توقعات الكسوف الموجود في المخطوطة، والذي يغطي 405 أشهر قمرية. وقد اتضح أن هذا الجدول لم يكن مجرد سجل، بل كان نظاماً متكاملاً يعتمد على التقويم القمري، متزامناً مع التقويم التنجيمي للمايا الذي يبلغ 260 يوماً، ويستخدم في الطقوس الدينية والحياة الاجتماعية.
إقرأ أيضا: الأردن عبر العصور: من جذور الحضارة إلى الفتح العربي….. ندوة في سنابل اليرموك
السر وراء الدقة الفائقة
أظهر التحليل أن المايا لم يبدؤوا كل دورة جديدة من الصفر، بل استخدموا جداول متداخلة لتصحيح الأخطاء الفلكية المتراكمة. حيث كانوا يجددون الجداول قبل انتهاء الدورة الجارية بـ223 أو 358 شهراً، ما مكنهم من الحفاظ على الدقة العالية لأكثر من سبعمائة عام.
إقرأ أيضا: إربد.. التي لا تعرف الإتاوات، منارة الحضارة وقلب الأمان
تأكيد صحة الحسابات بالنمذجة الرياضية
اختبر فريق البحث صحة الفرضية عن طريق نمذجة رياضية، مقارنة بيانات جدول المايا مع الكسوفات الفعلية بين عامي 350 و1150 ميلادية، وأثبت النموذج قدرة المايا على التنبؤ بكل كسوف تقريباً عبر قرون عديدة.
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على عبقرية حضارة المايا في علم الفلك، ويفتح نافذة لفهم مدى تقدم علوم الفلك لديهم، وكيفية دمج التوقيت الدقيق مع الطقوس والتقويم الاجتماعي.





