هنا تُصاغ معادلةهنا المستقبل : السعودية والابتكار
بقلم: فهد فايز العملة
كل من يزور المملكة اليوم، يدرك أن ما يحدث هنا ليس مجرّد نهضةٍ تنموية، بل ثورة فكرية هادئة أعادت تعريف مفهوم الدولة الحديثة.
فبين كل رؤيةٍ ومشروعٍ ومنجز، تنبض روحٌ واحدة: الإيمان بأن الابتكار ليس خياراً، بل هو جوهر الوجود ومفتاح البقاء.
لقد نجحت السعودية في ما عجزت عنه كثير من الدول: فكّ شيفرة العلاقة بين الابتكار والاستدامة، وجعلها معادلةً قابلةً للتطبيق لا شعاراً يُرفع في المؤتمرات.
من رؤية 2030 إلى المشاريع العملاقة التي تمتد من نيوم إلى العلا، نرى هناملامح وطنٍ يؤمن أن العقل هو أثمن ثرواته، وأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الأقصر نحو المستقبل.
المدهش في التجربة السعودية أنها لم تكتفِ بإدخال التكنولوجيا إلى مؤسساتها، بل أدخلت روح الابتكار إلى وعي الناس.
تحوّل الإبداع من فكرةٍ نخبوية إلى ثقافةٍ وطنية، ومن نشاطٍ اقتصادي إلى هويةٍ جماعية تُترجم في كل قرارٍ ومبادرةٍ وتفصيلةٍ من تفاصيل الحياة اليومية.
في كل زيارةٍ للمملكة، تشعر أنك أمام وطنٍ يمضي بسرعة الضوء دون أن يفقد جذوره.
يجمع بين الأصالة والمعاصرة كما لو كان يسير بخطّين متوازيين نحو هدفٍ واحد: أن يكون الأفضل والأكثر تأثيراً في المنطقة والعالم.
ما تقوم به المملكة ليس مشروعاً وطنياً فحسب، بل درسٌ عربيٌّ في كيف تصنع دولةُ المستقبلِ مستقبلَها بيديها.
دولةٌ تعرف أن الابتكار لا ينجح إلا حين يُبنى على قيمٍ عميقة، وإدارةٍ جادّة، وإيمانٍ مطلقٍ بقدرة الإنسان العربي على الخلق والإبداع.
إنها السعودية…
التي لم تكتفِ بأن تكون قبلةً للعالم في الدين والاقتصاد، بل أصبحت اليوم قبلةً للفكر والإبداع والابتكار المستدام





