الأمير منصور بن خالد آل سعود… اشراقة دبلوماسية رفيعة تتجدد في عمّان

مهدي مبارك عبد الله

في لحظة تزهو فيها العلاقات السعودية الأردنية بمزيد من التفاهم والود والانسجام استقبلت عمّان بالأمس بفرح غامر وترحاب كبير أميرًا من طرازٍ فريد وسفيرًا يحمل عبق الأصالة السعودية ورقي الدبلوماسية العربية في أبهى صورها هو سمو الأمير منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان آل سعود الذي جاء إلى الأردن سفيرًا معتمدا لخادم الحرمين الشريفين بإرثً عريقً من الخبرة والدبلوماسية الرفيعة في محطة جديدة ولحظةٍ محورية تتقاطع فيها أواصر التاريخ والمستقبل بين المملكتين الشقيقتين وتتعانق الإرادة والوجدان بين القيادتين والشعبين الذين جمعتهما الأخوة الصادقة والرؤية المشتركة والمصير الواحد

سمو الامير السفير منصور بن خالد جاء إلى عمّان محمل برصيدٍ حافلٍ من التجارب والخبرات وبذاكرةٍ مليئة بمحطات الانجاز ومشاريع العطاء في مختلف عواصم العالم من مدريد إلى الدوحة ومن فيينا إلى براغ وأندورا وسلوفاكيا وسلوفينيا والتشيك وقطر حيث عمل منذ أكثر من ثلاثة عقود في ميادين السياسة الدولية والممثليات الخارجية كان خلالها صوت السعودية المشرف ورسولها الأمين وهو ينقل للعالم صورتها المتحضرة الواثقة بخطاها والراسخة بمبادئها والمنفتحة على العالم باتزان واعتدال حيث اجاد لغة الحوار ومنطق الحكمة وامتلك التجربة والحنكة ودعمً كل ما يعزز الثقة والشراكات الدولية وهو ما أكسبه احترامًا واسعًا وجعل مسيرته نموذجًا يحتذى في الكفاءة والالتزام والحنكة حيث بات حضوره في أي مكان يشكل إضافةً نوعية في سجل الدبلوماسية والاوساط السعودية المشرقة

سيرة الأمير منصور بن خالد ليست مجرد محطاتٍ وظيفية متشابهة في جدول المراتب والمناصب بل هي مسيرة فكرٍ ومعرفةٍ وعطاءٍ وطني نبيل جمعت بين صرامة الباحث ورهافة الدبلوماسي وسخاء الإنسان حيث تشرب منذ بداياته قيم الولاء والانتماء لقيادته ووطنه حين نهل من معين جامعة الملك سعود علم السياسة ثم حلق عاليًا نحو آفاق المعرفة العالمية في كلية فليتشر للدبلوماسية والقانون بجامعة تفتس ونال درجة الماجستير في دراسات الشرق الأدنى من جامعة نيويورك ليعود إلى ميادين العمل الدبلوماسي الخارجي مسلحًا بالعلم والخبرة والبصيرة التي صقلت شخصيته وجعلته دبلوماسيًا متفردًا قادرًا على نقل رسالة بلاده الثابتة بكل حكمة واقتدار في كل موقع شغله بكل تميز لافت جمع بين الذكاء الاجتماعي والفطنة السياسية وروح التعاون البناء حيث اضاء بجهده اسم بلاده في أروقة الأمم المتحدة وزرع الثقة المتبادلة في علاقاتها المتينة مع دول الشرق والغرب

الترحيب الحار بسفير السعودية الجديد ليس مجرد استقبال دبلوماسي رفيع المقام بل هو احتضان لرسول محبةٍ وتفاهمٍ من وطنٍ يكن للأردن مكانةً خاصة واحترام راسخ فالسعودية والأردن تشتركان في ثوابت العروبة والاعتدال وحكمة القيادة وتتقاطع مواقفهما في سائر القضايا القومية والإنسانية ما يجعل من هذا التعيين صفحة جديدة تُضاف إلى سجل العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين وليس غريبًا أن يحظى الأمير منصور بهذا التقدير والثقة الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان فهو من الرجال الذين جمعوا بين الفكر الهادئ والعقل الراجح والخلق الرفيع والسمعة العطرة والاحترامً الواسعً لدى الأوساط الدبلوماسية العالمية حتى غدت تجربته نموذجً يحتذى في الكفاءة والمهنية العالية ما اهله بجدارة ليكون خير ممثل لبلاده في الأردن ليواصل مسيرة السفراء الذين بنوا جسور المودة والتفاهم بين الرياض وعمّان على مر السنين الطويلة

اختيار الأمير منصور سفيرا في عمّان يأتي في مرحلة دقيقة من التحولات الإقليمية تتطلب الحكمة والبصيرة وهو تجديد لروح الأخوة بين المملكتين ما يجعل حضوره أكثر أهمية في تعزيز العلاقات السعودية الأردنية المتينة البلدين اللذين تربطهما أخوة صادقة ومصالح وطنية متقاطعة حيث يجسدان في هذه الخطوة عمق التنسيق والتفاهم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية كما يؤكدان على أن العلاقات السعودية الأردنية ماضية بثباتٍ نحو آفاقٍ أرحب من التعاون والتكامل بروحٍ من الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها والعمل المشترك لخدمة الأمة العربية والإسلامية كمحورً رئيسيً في رؤية القيادتين الحكيمتين

إن استقبال عمّان للسفير الجديد ليس مجرد بروتوكول دبلوماسي اعتيادي بل هو احتفاء برجل جسد أرقى معاني العمل الدبلوماسي الرفيع وجعله مثال للالتزام الوطني والعطاء الهادئ وهو ما تؤكده الثقة الملكية التي منحته إياها القيادة الرشيدة والتي حرصت على أن يكون الاختيار لشخص يجمع بين الخبرة العلمية والعالمية والمهنية العالية والخلق الرفيع لتبقى اسس العمل الدبلوماسي السعودي امتداد طبيعي لقيم القيادة الرشيدة التي مثلت مدرسة الحكمة والرؤية الواسعة والالتزام الوطني والعطاء الهادئ والعقلانية الرصينة في السياسة الخارجية للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي جمعت بين الثبات في المواقف والمرونة في الوسائل والتوازن في التعاطي مع متغيرات العالم

أهلًا وسهلا بسمو الأمير منصور بن خالد آل سعود في بلده الثاني عمّان الخير عرين الهاشميين وفخر الاردنيين المدينة الخالدة التي تعرف كيف تكرم القادمين إليها بحفاوة القلوب قبل المصافحات ومراسم البروتوكولات وأهلًا بسفير المملكة العربية السعودية الذي تجسد بسمته الهادئة ورؤيته الواعية أجمل معاني الدبلوماسية السعودية التي تمزج بين الثبات والمرونة وبين العز الوطني والتواضع الإنساني والأصالة والتجديد وهو يحمل معه الينا عبق الرياض وضياءها وروحها الواثقة ليضيف إلى سجل العلاقات السعودية الأردنية صفحة جديدة من الإخاء والتعاون والاحترام المتبادل ولتظل عمّان والرياض توأمًا في النُبل والموقف والمصير المشترك يجمعهما الإيمان الراسخ بالعروبة والوفاء وتوحدهما الحكمة والرؤية الصادقة نحو غدٍ عربيّ أكثر إشراقًا وكرامة

ختاما : من المؤكد أنّ الأردن سيجد في سمو الامير السفير صديقًا صادق النية ورفيق درب أمينً على مواصلة العمل الثنائي في سبيل تعميق التعاون بين الرياض وعمّان في مختلف الميادين خدمةً لمصالح الشعبين الشقيقين وبلا شك أن وجوده في عمّان سيشكل إضافة نوعية لمسار العلاقات الثنائية التي أضحت اليوم نموذجًا متميزا في التعاون العربي الصادق والمثمر

كاتب وباحث مختص في الشؤون السياسية
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى