اليمن.. مدارس خيامية تواجه الحرب والفقر لتعليم آلاف الأطفال

في فناء مدرسة حكومية بمدينة لحج قرب عدن، تُدرس المدرّسة اليمنية سعاد صالح قواعد اللغة العربية لأكثر من 100 تلميذ في خيمة مغطاة بأقمشة مهترئة، غالبيتهم بلا زيّ مدرسي أو كتب، في مشهد يبرز التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع التعليم في اليمن. ورغم الظروف القاسية، يُعتبر هؤلاء التلاميذ محظوظين مقارنة بحوالي 4,5 ملايين طفل في سن التعليم ممن حرمتهم الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات من الذهاب إلى المدارس، وفق منظمة اليونيسف.
ويعاني التعليم في اليمن من نقص حاد في المدرّسين نتيجة الإضرابات الطويلة وتأخر الرواتب، إضافة إلى تدمير ما يقارب ثلاثة آلاف مدرسة جزئيًا أو كليًا، وغياب الكتب الدراسية. وتعمل المدرّسة سعاد صالح متطوعة براتب رمزي قدره 50 ألف ريال يمني (حوالي 30 دولارًا)، في حين يدرس في مدرسة “الرباط الغربي” أكثر من 1300 تلميذ، معظمهم نازحون، في مبانٍ متهالكة وكرافانات ضيقة مكتظة بالطلاب.
ويُعد التعليم في اليمن محورًا للتنمية واستقرار المجتمع، وقد بادرت السعودية بدعم القطاع من خلال تدريب 150 فتاة على التدريس في المناطق الريفية، إلى جانب تقديم مساعدات نقدية ومشاريع تنموية بقيمة تقارب 12 مليار دولار منذ 2018، بهدف تحسين مؤشر التنمية البشرية، وتعزيز فرص التعليم، والحد من تأثير النزاع على الشباب.





