فرحة الشتوة الأولى
كتبت: يسرى ابو عنيز
بعد أن مٓنٓ الله علينا بنزول المطر وبحمد من الله، والذي انتظرناه طويلاً في هذا الموسم ،بعد الموسم المطري الضعيف في العام الماضي ،مما أثر على الإنتاج الزراعي ،وعلى المزروعات في المملكة ،فإن الفرحة ببدء نزول المطر لا توازيها فرحة..
فالقطرات الأولى من المطر أو الشتوة الأولى كما يطلق عليها أجدادنا هي:
فرحة الأرض التي لا يمكن وصفها بعودة الحياة لها بعد طول العطش والجفاف وتراجع الإنتاجية من المحاصيل الزراعية والأشجار
وطول الإنتظار..
وهي فرحة ذلك المزارع الذي ينتظر هذا الموسم ليتمكن من احياء الأرض التي جفت من العطش…وتعويض المواسم الذي تأثر به إنتاج المحاصيل من قلة الأمطار..والشجر الذي كاد أن يجف ويفقد روحه بعد موسم مطري في العام الماضي كان من أسوأ المواسم المطرية .. ليعيد المطر الحياة للبشر والشجر معا.
هي فرحة للمزارع الذي حرث أرضه..وزرعها بالمحاصيل الحقلية بإنتظار المطر لتجود عليه من كرمها..فإذا برب العباد يجود عليها بكرمه بنعمة المطر..
هي فرحة للطفل عندما يرى قطرات المطر تغسل كل شيء على هذه البسيطة فتجدها تزهو فرحاً ..لتبعث الحياة فيها من جديد..
هي فرحة لكل منا الشباب والشيوخ هؤلاء الذين عرفوا المعنى الحقيقي للأرض وحاجتها للمطر ..والذين عشقوا الأرض وكل ما فيها..وعاشوا أيام الخير في زمنهم الجميل عندما كانت الأرض تُنتج ذهباً بمقدار ما يعطونها من جهد حتى كان. الذهب الأصفر ( القمح) في قمة إنتاجه عندما كانوا يزرعون أرضهم بهذا الذهب ليكون مصدراً لخبزهم الذي يأكلون..ويبيعون ما يزيد من إنتاجه..
وقطرات المطر الأولى..وغيث السماء الذي أنعم الله به علينا..يُعيد الحياة لكل من على هذه الأرض من شجر وبشر..وحيوانات لتنعم بفضل ربها وعافية ..شاكرة حامدة بعد أن عانت من الجوع والعطش في موسمها المطري الماضي.
فقطرات المطر هي من تُحيي السدود والينابيع التي جفت ..والأودية التي توقف جريانها ..والنفوس التي قنطت من رحمة الله..فجاءت كالبلسم الذي يداوي الجراح..ويشفيها..
نعم ..هي قطرات مطر.. وشتوة أولى..ولكنها في الواقع حياة بأكملها لكل من على هذه الأرض..فلا حياة من دون هذه النعمة العظيمة.. وهذا العطاء الكريم من رب كريم وعظيم.



