نموذج شركة العقبة للنقل يؤسس لبناء منظومة نقل حديثة تُسجَّل كقصة نجاح وطنية يفخر بها الملك والشعب والعالم

كتب ابراهيم الفرايه و نادية الخضيرات

أبو عبدالله : تجربة العقبة في النقل العام تعد من أبرز النماذج الوطنية التي تُجسّد الرؤية الملكية وتُعزّز مسار التحديث

الفرجات ..عقد مؤتمر وطني متخصص للنقل في العقبة كونها المدينة التي حققت سبقًا في مجال النقل العام من خلال شركة العقبة للنقل

يُعدّ تطوير منظومة النقل العام أحد الركائز الأساسية في الرؤية الملكية لتحديث الدولة والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، لما يحمله هذا القطاع من دور محوري في تنظيم المدن، وتحسين جودة الحياة، ودعم النشاط الاقتصادي، وتعزيز ثقة المواطنين بالمؤسسات. و أكّد جلالة الملك عبدالله الثاني، في أكثر من مناسبة، أهمية بناء منظومة نقل حضرية حديثة، منضبطة وموثوقة، تعتمد على التكنولوجيا والإدارة الاحترافية، وتواكب احتياجات المجتمع الأردني وتطلعاته.
وفي هذا الإطار، جاءت تجربة العقبة في النقل العام كواحدة من أبرز النماذج الوطنية التي تُجسّد هذه الرؤية الملكية وتُعزّز مسار التحديث. حيث استطاعت شركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية، من خلال رؤيتها التشغيلية المتقدمة ومنهجياتها الإدارية الحديثة، والحوكمة الرقمية، وغرف التحكم الذكية، والدفع الإلكتروني، والانضباط التشغيلي، أن تبني نموذجًا عمليًا متطورًا يُحاكي المدن الذكية، ويعكس بوضوح اتجاه الدولة نحو تطوير قطاع النقل العام.
و تحركت الشركة في هذا المسار منسجمةً مع التوجهات الوطنية التي تقودها الرؤية الملكية، مقدّمةً تجربة ريادية تثبت أن الاستثمار في الإدارة المحترفة والتكنولوجيا الحديثة قادر على تحويل النقل العام من تحدٍّ مزمن إلى قصة نجاح حقيقية. وبفضل هذا النهج، أصبحت العقبة اليوم منصة وطنية للريادة في النقل، ونموذجًا قابلًا للتعميم على باقي المحافظات، باعتبارها تجربة ناضجة أثبتت جدواها وملاءمتها لاحتياجات المجتمع والاقتصاد.
ومع تزايد النجاحات التي حققتها شركة العقبة للنقل، تتعزز الدعوات الوطنية لاعتماد نموذج العقبة كأساس لتطوير منظومات النقل في مختلف مدن المملكة، بما ينسجم مع الرؤية الملكية الشاملة في بناء شبكة نقل حديثة تُسهم في التنمية وترتقي بمستوى الخدمة المقدمة للمواطن الأردني.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية خالد مرسي أبو عبدالله في حديث صحفي شامل تفاصيل عوامل النجاح التي ساهمت في بناء منظومة نقل غير مسبوقة في مدينة العقبة تأكيدا على الرؤية الملكية السامية ودعما من سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة و شركة تطوير العقبة و وكوادر مهنية و تشغيلية صنعت من الحلم حقيقة منوها الى أن ما تحقق في العقبة هو ثمرة رؤية تشغيلية واضحة وعمل مؤسسي طويل قائم على الرقمنة والانضباط وتطوير الكوادر.

وأكد أبو عبدالله أن منظومة النقل الحديثة في العقبة تغطي نطاقًا واسعًا يشمل الأحياء السكنية والجامعات والموانئ والمناطق الصناعية والمواقع السياحية والفنادق، مما جعل النقل العام عنصرًا أساسيًا في دعم الحركة الاقتصادية والاجتماعية
وأضاف أن الشركة تعتمد تقييمات تشغيلية شهرية تشمل مؤشرات دقيقة أبرزها الالتزام بالمواعيد، وجودة الخدمة، ورضا الركاب، وسلامة التشغيل، لافتًا إلى أن الزيادة المطردة في أعداد المستخدمين تمثل مؤشر ثقة حقيقيًا قبل أن تكون رقمًا تشغيليًا
و استعرض أبو عبدالله المعايير و النتائج المتحققة لتطور منظومة النقل العام و مواكبتها الاهداف الاستراتيجية التي وضعت لها من خلال الرؤية الملكية و خطط الشركة في تقديم منظومة نقل متكاملة يواكب التطور و النمو في المنطقة الاقتصادية الخاصة حيث حققت شركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية رقمًا قياسيًا غير مسبوق في عدد الركاب المستفيدين من خدماتها خلال شهر تشرين الأول للعام الحالي إذ بلغ عددهم 176 ألفًا و724 راكبا في إنجاز يُسجَّل لأول مرة منذ تأسيس الشركة ويعكس التطور الملحوظ في كفاءة منظومة النقل العام داخل مدينة العقبة. وسجّلت الشركة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الاستخدام مقارنة بالأعوام السابقة حيث بلغ عدد المستفيدين خلال الفترة ذاتها من عام 2023 نحو 104 آلاف راكب فيما ارتفع العدد في تشرين الأول 2024 إلى 108 آلاف راكب لتُسجّل الشركة هذا العام زيادة بنسبة 68% في عدد المستخدمين عن العام الماضي وهي نسبة نمو مرتفعة تؤكد تصاعد الثقة بخدماتها واتساع نطاق انتشارها الميداني
وقال أبو عبدالله أن الشركة اعتمدت التحول الرقمي كخيار استراتيجي، بدءًا من تطبيق الدفع الإلكتروني الكامل، ومرورًا بالتطبيق الذكي الذي يمكّن الراكب من تتبع الحافلة ووقت وصولها، ووصولاً إلى منظومات المراقبة والتحكم المتقدمة.

منوها إلى أن غرفة التحكم الذكية تُعدّ القلب التشغيلي للمنظومة، حيث تُدار من خلالها الحركة التشغيلية لحظة بلحظة عبر تقنيات تتبع متقدمة تضمن الدقة، والسلامة، والتدخل السريع، وإدارة المسارات بكفاءة عالية.
وأوضح أن الشركة تُولي اهتمامًا كبيرًا لتأهيل السائقين من خلال برامج تدريب مستمرة تشمل مهارات الاتصال، وإدارة المواقف، والسلامة العامة، إلى جانب الالتزام بالزي الرسمي الذي يعكس هوية مؤسسية منظمة ويعزز الصورة الحضارية للنقل العام ..منوها في الوقت ذاته إلى أن انطلاق الحافلات في مواعيدها المحددة – سواء كانت ممتلئة أو شبه فارغة – رسّخ ثقة المواطنين بالخدمة، بينما ساهمت برامج الصيانة المستمرة في ضمان جاهزية الأسطول واستدامة التشغيل.
و أوضح أبوعبدالله أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا أكبر في استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتعزيز السلامة وتحسين مسارات التشغيل، إلى جانب خطط مستقبلية لتحديث الأسطول بما يتلاءم مع توسع المدينة واحتياجاتها الخدمية.
وقال إن تجربة العقبة قابلة للتطوير والتعميم، مؤكدًا استعداد الشركة لنقل خبراتها وتقنياتها إلى أي محافظة ترغب بتبني النموذج، دعمًا للرؤية الملكية الهادفة إلى بناء منظومة نقل حضرية حديثة تُسهم في التنمية وتعزّز جودة الحياة للمواطن الأردني.

بدوره أكد الخبير التنموي الأستاذ الدكتور محمد الفرجات أن التجربة التي يقودها قطاع النقل في العقبة، ممثلةً بشركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية، تُعدّ منظومة حضرية متكاملة أعادت تعريف مفهوم النقل العام في الأردن مبينا أن الشركة استطاعت – من خلال التخطيط المحكم، والتحكم الذكي، والدفع الإلكتروني، والتدريب المهني، والانضباط التشغيلي، وقياس الأداء، والتواصل المجتمعي، والتحول الرقمي – أن تبني نموذجًا متقدمًا يحاكي ما تقدّمه المدن الذكية عالميًا، ويستند إلى أثر بيئي واقتصادي واجتماعي ملموس
وأشار الفرجات إلى أن شركة العقبة للنقل نجحت في تقديم نموذج عملي متطور يليق بالمواطن الأردني، منوّهًا بأن ما حققته الشركة يمثل فرصة وطنية نادرة ينبغي استثمارها، خاصة في ظل التحديات المرورية والتشغيلية التي تواجهها المحافظات، والتي لم تعد الحلول التقليدية قادرة على التعامل معها.
وأضاف أن النجاح موجود، والخبرة متوافرة، والتقنيات جاهزة، والإرادة الملكية واضحة مما يجعل من الضروري أن تمتلك المملكة منصة وطنية تجمع مختلف الأطراف لوضع خطة تطوير شاملة.
ودعا الفرجات إلى عقد مؤتمر وطني متخصص في مدينة العقبة، باعتبارها المدينة التي قدمت النموذج وحققت سبقًا في مجال النقل العام من خلال شركة العقبة للنقل مؤكدا في الوقت ذاته أهمية إشراك الوزارات والبلديات، والجامعات والخبراء، وشركات النقل والتكنولوجيا، ومؤسسات المجتمع المحلي، إلى جانب ممثلين عن الشباب والطلبة وخبرات دولية ناجحة في النقل المستدام
وبيّن الفرجات أن المؤتمر يجب أن يخرج بخارطة طريق وطنية لثلاث سنوات تُعيد صياغة منظومة النقل كمنظومة رقمية متكاملة، بحيث تستند إلى ترددات ثابتة ومحطات معلومة وغرف تحكم ذكية ونظام دفع إلكتروني كامل وانضباط تشغيلي مدعوم بمؤشرات أداء شهرية. وأضاف أن تطوير البنية التحتية يشكّل محورًا أساسيًا، من خلال توفير مسارات تشغيل واضحة، ومحطات مركزية وفرعية، وربط فعّال بين المدن والجامعات والمناطق الصناعية والسياحية.
و أشار إلى أن الأنظمة الذكية التي طوّرتها شركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية يمكن أن تصبح الأساس لبناء منظومة وطنية أكثر تطورًا، بما يشمل الحوكمة الرقمية، وإدارة الأسطول، والمؤشرات الذكية، والكاميرات، والتطبيقات الإلكترونية. مؤكدا أهمية بناء نموذج مالي مستدام يعتمد تسعيرًا عادلًا ودعمًا موجهًا للفئات المستحقة وشراكات قوية مع القطاع الخاص، إلى جانب ضرورة تضمين البعد البيئي والمناخي لخفض الانبعاثات والازدحامات وتعزيز السلامة والصحة العامة
و شدّد الفرجات على أهمية أن يكون المواطن شريكًا في تطوير الخدمة، من خلال لجان أحياء واستبيانات جامعية وتغذية راجعة دائمة، مؤكدًا أن نجاح شركة العقبة للنقل جاء نتيجة قربها من الناس وفهمها لاحتياجاتهم .. منوها الى أن نقل نموذج شركة العقبة للنقل إلى المحافظات كافة سيؤسس لبناء منظومة نقل حديثة تُسجَّل كقصة نجاح وطنية يفخر بها الملك والشعب والعالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى