توسع قطاع الطيران منخفض الارتفاع في الصين: من التجارب المستقبلية إلى الواقع

يشهد قطاع الطيران منخفض الارتفاع في الصين توسعاً كبيراً، مع تحول الطائرات المسيرة والسيارات الطائرة من مجرد تجارب مستقبلية إلى خدمات تُختبر فعلياً في المدن.

في قوانغتشو، تحلّق طائرة بيضاوية من دون طيار من إنتاج شركة «إي هانغ» فوق منطقة الابتكار ضمن تجربة جديدة لسيارات الأجرة الطائرة، وهي تقنية كانت تعتبر يوماً خيالاً علمياً. أما في شنتشن، فطائرات توصيل الطعام أصبحت جزءاً من الحياة اليومية وجذباً سياحياً، رغم ارتفاع تكلفتها، حيث قامت طائرة مسيّرة بإيصال طلبات سائحة بولندية وأصدقائها بعد نحو 30 دقيقة وسط رذاذ المطر.

ورغم الدعم الحكومي الكبير، يواجه قطاع «اقتصاد الارتفاع المنخفض» تحديات مثل القيود الصارمة على المجال الجوي وضعف أداء البطاريات. وبلغت قيمة المعاملات في هذا الاقتصاد عام 2023 نحو 506 مليارات يوان (70 مليار دولار)، مع توقعات بالنمو إلى 3.5 تريليون يوان بحلول 2035، وفقاً لمركز معلومات الدولة

صناعة السيارات الطائرة تتوسع

تتصدر مقاطعة قوانغدونغ هذا التوسع، موطن شركة «دي جي آي» التي تستحوذ على 70% من سوق الطائرات التجارية عالمياً، تليها مقاطعتي جيانغسو وتشجيانغ. وتشمل الشركات الرائدة في القطاع «EHang»، «Phoenix Wings»، ووحدة الطائرات الطائرة التابعة لـ«XPENG».

في أكتوبر، أعلنت قوانغدونغ عن خطط لتسريع إنشاء محطات الإقلاع والهبوط، ودعم سياحة الارتفاع المنخفض عبر قسائم تحفيزية. كما حصلت «EHang» على شهادات لتقديم خدمات ركاب تجريبية بطائرتها الكهربائية eVTOL، التي تصل سرعتها إلى 130 كيلومتراً في الساعة بمدى 30 كيلومتراً. ورغم عدم بدء الرحلات التجارية بعد، تخطط الشركة لرحلات سياحية جوية في 20 مدينة.

 

تحديات السلامة والبطاريات

تواجه الشركات صعوبات تقنية وأخرى متعلقة بالسلامة؛ فبعض الطائرات الكهربائية لا تستطيع الطيران لأكثر من 20-30 دقيقة قبل إعادة الشحن. وشهدت شنتشن حادث اصطدام بين طائرتين تابعتين لـXPENG خلال بروفة عرض جوي، دون إصابات، لكنه أدى إلى إلغاء بعض الفعاليات. ومع ذلك، واصلت XPENG عرض مركباتها الطائرة، وتلقت أكثر من 7000 طلب عالمي بعد استثمار يزيد عن 600 مليون دولار، ومن المقرر إطلاق رحلات سياحية تجريبية في يوليو المقبل بمدينة دونغ هوانغ على طريق الحرير.

 

ضوابط المجال الجوي

رغم تقدم الصين في تصنيع وتطوير الطائرات من دون طيار، لا تزال القيود على المجال الجوي تحد من انتشارها التجاري، إذ يسيطر الجيش على معظم الأجواء. إلا أن بعض الإجراءات بدأت تُخفف في شنتشن وخمس مقاطعات أخرى، مع إدراج فصل جديد في قانون الطيران المدني لتنظيم أنشطة الارتفاع المنخفض.

ويتوقع الخبراء أن يظهر التقدم التجاري بحلول 2030، مع بدء الرحلات السياحية قبل تشغيل خدمات التاكسي الجوي، وقد تتحول بعض هذه التقنيات إلى صادرات مهمة للصين. ويشير الباحثون إلى أن قدرة الحكومة على تنسيق الجهود بين الجهات التنظيمية والجامعات والشركات تمنح البلاد ميزة تنافسية، لكن تقنيات السلامة وقبول الجمهور سيحددان سرعة انتشار هذه المركبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى