الدولار يتراجع قبل عطلة عيد الشكر وسط توقعات بخفض الفائدة الأميركية

انخفض الدولار الأميركي، اليوم الخميس، في ظل سيولة ضعيفة قبيل عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، إذ توجهت أنظار المستثمرين نحو توقعات العام المقبل التي تشير إلى سلسلة من خفض الفائدة الفيدرالية.

وتراجع مؤشر الدولار إلى 99.433، مواصلاً هبوطه من أعلى مستوى في ستة أشهر سجّله الأسبوع الماضي، ومتجهاً نحو أكبر انخفاض أسبوعي منذ يوليو. وفي المقابل، ارتفع الين بنسبة 0.4% إلى 155.87 مقابل الدولار، فيما تمكن اليورو من تجاوز مستوى 1.16 دولار خلال التعاملات الصباحية.

وتباينت تحركات العملات الأخرى على وقع القرارات النقدية العالمية، إذ صعد الدولار النيوزيلندي إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 0.5714 دولار، مستفيداً من لهجة أكثر تشدداً من البنك المركزي النيوزيلندي وصدور بيانات اقتصادية إيجابية.

وأكد البنك أن قرار التثبيت كان مطروحاً بقوة، مشيراً إلى اقتراب نهاية دورة التيسير، بينما تسعّر الأسواق رفعاً للفائدة قبل ديسمبر من العام المقبل، على عكس ما يتوقعه المستثمرون للاحتياطي الفيدرالي الذي يُسعّر أكثر من 90 نقطة أساس من الخفض حتى نهاية 2026.

كما دعمت البيانات الاقتصادية في نيوزيلندا—ومنها ارتفاع مبيعات التجزئة وقفزة ثقة الأعمال—العملة المحلية، وسط توقعات بمزيد من التحسن. وفي أستراليا، واصل الدولار الأسترالي مكاسبه بعد صدور بيانات تضخم أعلى من التوقعات، ما عزز التكهنات بأن دورة الخفض النقدي قد انتهت.

واستفادت العملة أيضاً من ارتفاع العوائد على السندات لأجل عشرة أعوام إلى 4.48%، وهو الأعلى بين دول مجموعة العشر، إضافة إلى ارتباطها المتزايد باليوان الصيني الذي صعد في الجلسات الأخيرة.

وفي بريطانيا، سجّل الجنيه الإسترليني ارتفاعاً ملحوظاً ليبلغ 1.3256 دولار، وهو أعلى مستوى منذ أواخر أكتوبر، متجهاً نحو أفضل أداء أسبوعي منذ أغسطس. وجاء ذلك بعد أن ساهم بيان الميزانية البريطانية في تهدئة المخاوف المتعلقة بالمالية العامة.

وأوضح برنت دونيلي، رئيس “سبيكترا ماركتس”، أن الأسواق ستبدأ قريباً إعادة تسعير رهاناتها الكبرى لعام 2026، مرجحاً أن شراء الدولار لن يكون من بينها، خصوصاً في ظل احتمالات تعيين كيفن هاسيت—المؤيد لخفض الفائدة—رئيساً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما قد يضغط أكثر على العملة الأميركية.